‏إظهار الرسائل ذات التسميات طيران وقانون جوي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طيران وقانون جوي. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 3 يونيو 2019

الإعجاز القرآني في الطيران الحديث

معجزة الطيران الحديث في القرآن الكريم

سوشال
إنَّ مراقبة الطيور تدعو الإنسان للإيمان التام والتسليم بأنها خلق الله وتبارك أحسن الخالقين، حيث توصل علماء الطيور والحشرات إلى حقائق تجعل الكافر يؤمن بعظمة الله وقدرته المطلقة، فالطيور لا تختلف فقط في أشكالها وألوانها، بل وتختلف أيضاً في أسلوب طيرانها من طائر إلى آخر، ولقد استغرق العلماء عشرات العقود ومئات الدراسات لكي يتمكنوا من تحقيق معجزة الطيران الذي كان دائما حلماً لدى الإنسان منذ قديم الزمان، لكنه حلم لم يتحقق إلا مع بداية القرن العشرين مع اختراع الطائرات.
وقد أشار القرآن الكريم إلى الأنظمة التي خلقها تعالى للطير وبها يستطيع الطيران في الجو، وذلك في قوله تعالى: “أَلَمْ يَرَوْاْ إلى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” (النحل: 79). تُشير الآية السابقة إلى نوع طير بمواصفات معينة وسمات خاصة تختلف عن نوع طير آخر مفصل بالآية التالية، المكان: (فوقهم) أي في طبقة الجو الدنيا التي تناسب الكائنات الحية من حيث الضغط الجوي والأوكسجين، الهيئة: (صفوف) أي تطير غالباً في شكل صفوف، وهذا المنظر ليس بغريب، فنحن نرى ذلك من بعض أصناف الطيور، الآلية: (ويقبضن أي يرفرفن بالاجنحة) أي وسيلة القدرة على التحليق عكس الجاذبية هي بسط وقبض الأجنحة، ما يمسكهن: (إلا الرحمن).
في طيران الطيور آيات معجزة لم تكشف إلا بعد تقدم علوم الطيران ونظريات الحركة “الديناميك” الهوائية وأكثر ما يثير العجب هو قدرة الطائر على الطيران في الجو بجناحين ساكنين حتى يغيب عن الأبصار
– وقوله تعالى: “أَوَلَمْ يَرَوْا إلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ” (الملك: 19). تشير الآية السابقة إلى نوع مختلف من الطير بمواصفات وسمات ومهام تختلف عن الصنف الذي سبقت الإشارة إليه، الهيئة: (مسخرات) أن جعلها الله في خدمة الإنسان تحمله ومتاعه وبضاعته إلى مسافات بعيدة بسرعة عالية، بخلاف نوع الطير السابق فلم تتم الإشارة إلى تسخيره، المكان: (جو السماء) وهذا يشمل أي مجال جوي ابتداء من سطح الأرض أو سطح البحر إلى طبقات الجو العليا، عندما تحلق الطائرة إلى ارتفاع 37 ألف قدم في مجال جو له ظروف خاصة لدرجة أن لو فتح أحد أبواب أو نوافذ الطائرة على هذا الارتفاع، ولم تنزل أقنعة الأوكسجين لتهيئة تنفس صناعي فوري، لمات كل من على متن الطائرة خلال ثلاث دقائق، وهذا معروف للناس وخاصة رواد السفر جواً. ما يمسكهن: (إلا الله)، هنا الإمساك والحفظ باسم الله، يختلف عن باسم الرحمن، وقياساً على تسخير وسيلة نقل أخرى وهي الفلك، نستطيع القول إن الطير المسخرات في جو السماء هي إشارة قرآنية لطيفة إلى الطيران الحديث. لقد أشارت هاتان الآيتان إلى ناحيتين من نواحي الإعجاز العلمي في القرآن وهي الطير المسخرات والطير الصافات.
1. الطير المسخرات:
فقوله سبحانه: “مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ” وهي تشير إلى الأنظمة التي خلقها الله في جسم الطائر وفي التيارات الهوائية التي تمكن الطائر من الطيران، ولكي يستطيع الطائر أن يطير ويحلق في الهواء عليه أن يحقق عنصرين هامين هما: خفة الوزن والعمل على زيادة قوته واندفاعه، بالإضافة إلى وجود جناحين يدعمانه ويرفعانه في الهواء.
خفة الوزن: وهي صفة هامة تحققت للطيور عن طريق عدة سمات منها:
– بنية الريش: والطائر عليه أن يحتفظ برياشه نظيفة وجاهزة للطيران دائماً لكي يضمن استمراره في الحياة، كما يستخدم الطائر عادة الغدة الزيتية الموجودة في أسفل الذيل في صيانه ريشه وبواسطة هذا الزيت تنظف الطيور ريشها وتلمعه، كما أنه يقيها من البلل عندما تسبح أو تغطس أو تطير في الأجواء الممطرة.
– الهيكل العظمي: خلق الله الطيور بعظام خفيفة جوفاء، ولكنها بالغة القوة والمرونة نظراً لوجود دعامات داخلية عظيمة ويحتوي جسم الطائر على جيوب هوائية متصلة بالرئتين تسهل عليه التنفس وطفو الجسم وخفته، كما تسمح له باستنشاق مزيد من من الأوكسجين.
زيادة قوة الاندفاع: إن الشكل الإنسيابي لجسم الطائر يسهل عليه اختراق الهواء بأقل مقاومة ممكنة، وتسمح الأجنحة للطائر بالتحليق في الهواء والاندفاع إلى الأمام.
2. الطير الصافات:
في طيران الطيور آيات معجزة لم تكشف إلا بعد تقدم علوم الطيران ونظريات الحركة “الديناميك” الهوائية وأكثر ما يثير العجب هو قدرة الطائر على الطيران في الجو بجناحين ساكنين حتى يغيب عن الأبصار، قال تعالى: “َأوَلَمْ يَرَوْا إلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ” (الملك، آية: 19).
وقد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب من التيارات الهوائية المساعدة التي تنشأ إما من اصطدام الهواء بعائق ما، أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن، فإذا كانت الريح هينة ظلت الأعمدة قائمة وصفت الطيور في أشكال حلزونية، أما إذا اشتدت انقلبت الأعمدة أفقياً فتصف الطيور في خطوط مستقيمة بعيدة المدى، ولقد توصل العلم أيضاً إلى أن كل طائر عندما يضرب بجناحيه يعطي رفعة إلى أعلى للطائر الذي يليه مباشرة وعلى ذلك تتخذ الطيور المهاجرة ـ بإلهام الله تعالى ـ الطيران على شكل الرقم (V)، وهذا الشكل يمكن الطير لمسافات إضافية قدرت على الأقل بـ(71%) زيادة على المسافة التي يمكن أن يقطعها فيما لو طار بمفرده، وعندما يخرج أحد الطيور من هذا المسار فإنه يواجه فجأة بسحب الجاذبية وشدة مقاومة الهواء، لذلك فإنه سرعان ما يرجع إلى السرب ليستفيد من القوة والحماية التي تمنحها إياه المجموعة، وعندما يحس قائد السرب بالتعب، لأنه يتحمل العبء الأكبر من المقاومة فإنه ينسحب إلى الخلف ويترك القيادة لقائد آخر، وهكذا تتم القيادة بالتناوب، وأما أفراد الطيور في المؤخرة فإنهم يواصلون الصياح أثناء الطيران لتشجيع الأفراد الذين في المقدمة على المحافظة على سرعة الطيران.
إن وصف طرائق طيران الطيور، بكل من “الصف” و”القبض” وهي من أسس هندسة الطيران اليوم، ولم تكن معروفة قبل قرن واحد من الزمان، وسبق القرآن بالإشارة إليها هو من صور الإعجاز العلمي فيه، فالصف هو جعل جناحي الطائر منبسطين على خط مستوٍ دون تحريكهما. والطائر يمضي في الهواء إلى أبعد المسافات مستفيداً بالتيارات الهوائية في أثناء سيره أو صعوده وبالجاذبية الأرضية أثناء هبوطه البطيء، دون أن يحرك الخفق أو الرفرفة أي: الضرب بالجناحين إلى أسفل ثم إلى أعلى والحركة الأولى تدفع بالطائر إلى الأمام، والثانية تدفع به إلى أعلى.
وأكد العلماء أن أجنحة الطيور كانت النبراس في صنع الطائرات فبعض الأجنحة قصيرة ومتينة للمناورات المتتابعة، وبعضها ضيقة وحادة للطيران السريع، ومنها الطويلة الواسعة للطيران في ارتفاع عال، ومنها الطويلة الضيقة للتحليق في الجو بسهولة، فقد خلق المولى عز وجل في جسم كل طائر أكمل أنظمة الطيران ولكل حسب حاجتها، بعض الطيور تطير أشهراً تأكل وتشرب وتنام في الجو، ومن ثم استفاد العلماء بهذه التقنيات الإلهية في صنع الطائرات وتطويرها.

السبت، 1 يونيو 2019

لماذا تسقط الطائرات

كُل حلم للرحيل يتضمن في أحداثه طائرة مُحلقة، وكل رغبة في المغامرة قد تتطلب منك أولًا حجز تذكرة طيران للمكان الذي طالما وددت زيارته، وكل مسافة طويلة قاتلة للمتعة بين ساعات القطار الطويلة؛ قد تختصرها الطائرة في دقائق أقل من الساعة الواحدة.
وعلى الرغم من حوادث الطيران التي نسمع عنها سويًا، إلا أن الطيران وفقًا للإحصائيات؛ هو أكثر الوسائل أمانًا للسفر حتى الآن، ويقدر «المركز الوطني الأمريكي للإحصاءات» أن احتمالات وفاة الإنسان في حادث تحطم طائرة يأتي بمعدل شخص لكل 20 ألف شخص، بينما قدرت احتمالية وفاة الإنسان في حادثة سيارة بمعدل شخص لكل 100 شخص.
ولكن هذا أيضًا لا ينفي وقوع حوادث سقوط للطائرات، ولكنه يخبرك أن حوادث الطائرات هي الأقل نسبيًا مقارنة بوسائل المواصلات والسفر الأخرى؛ الأمر الذي يجعلنا نطرح سؤال، ما أسباب حوادث الطيران؟ في هذا التقرير نقدم لك الأجوبة الخمس الشائعة لهذا السؤال.

1- خطأ من الطيار.. لأننا بشر نخطئ أحيانًا

«مع الأشياء العظيمة.. تأتي المسئوليات الكبيرة»؛ تلك المقولة السينمائية المشهورة، تلخص تلك الحالة الشائعة من سقوط الطائرات، والي صُنفت بكونها السبب في 50% من حالات سقوط الطائرات في آخر 40 سنة، وهي «خطأ الطيار»؛ فربما تكون الصورة الخارجية لتلك المهنة باهرة ومثيرة للشغف؛ إلا أنها على أرض الواقع تتضمن مسئوليات كبيرة؛ إذ يحلق الطيار وهو مسؤل فعليًا عن حياة الركاب معه.
وبغض النظر عن مدى إتقان صناعة الطائرة، ومدى تقدم التكنولوجيا وعناصر الأمان في نظامها؛ فإن هناك عنصرًا واحدًا لا يستطع التحكم فيه تحكمًا تامًا وهو العنصر البشري القائم على تشغيل تلك الآلة المتطورة، وحتى الطيار المدرب تدريبًا محترفًا؛ مُعرض للخطأ في لحظة ما على مدار تاريخه المهني، ولكن خطأ واحدًا قد يكلفه العشرات من أرواح البشر.
في عام 1978؛ كان على الرحلة الجوية الأمريكية رقم 173؛ أن تُقلع من «مطار جون إف كيندي» في مدينة نيويورك متجهة إلى مطار بورتلاند بأوريجون، مع توقف في منتصف الرحلة في دنفر بكولورادو، ولكن تلك الطائرة نفذ الوقود منها وسقطت في بورتلاند.
بعد التحقيق في الواقعة؛ ثبت أن الطيار كان السبب في هذا السقوط؛ على الرغم من أن بداية الأزمة التي تسببت في تحطم الطائرة؛ كان رغبة الطيار في حماية ركابها، فقبل أن يهبط بالطائرة في مطار بورتلاند؛ اشتبه في وجود خطأ تقني في أجهزة الهبوط بالطائرة، وخوفًا على سلامة الركاب قرر التحليق بها حتى يُصلح هذا الخطأ، ولكن انشغال فريق عمل الطائرة على محاولة اكتشاف هذا الخطأ؛ تسبب في اغفالهم لتحذيرات الطائرة بفقدان الوقود؛ حتى نفد من الطائرة وسقطت متحطمة.
وتسبب السقوط في مقتل اثنين من طاقم الطائرة بالإضافة إلى ثمانية ركاب على متنها، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الناجين من تلك الحادثة؛ نظروا إلى الطيار نظرة البطل لسيطرته على الهبوط الاضطراري بعد نفاد الوقت، وإدراكه المبكر لوجود عطل في أجهزة الهبوط؛ والتي كانت قادرة على تفجير الطائرة بأكملها إذا هبط بها على هذا الحال.
في الحالة السابقة؛ يعتبر خطأ الطيار ناتجًا عن إغفاله تفصيلة مهمة أثناء وقوعه تحت ضغط وتوتر شديد، ولكن هناك بعض الحوادث التي كشف التحقيق فيها عن إهمال واضح من الطيار؛ والذي تسبب في سقوط الطائرة ووفاة عشرات الركاب على متنها. ففي العام الماضي، سقطت طائرة في نيبال وتسببت في مقتل 51 شخصًا من المسافرين.
شاهد ما حدث للطائرة من هُنا.
في تلك الحادثة؛ كان الوضع النفسي للطيار هو السبب الرئيسي في تحطم الطائرة، فبعد أن سمع تعليقًا من زميل له بطاقم عمل الطائرة؛ يقول بأنه غير مؤهل لقيادة طائرة؛ وفقًا لما حدث له من قبل عام 1993، عندما أوقفته شركة الطيران المقيد فيها عن العمل بسبب إصابته بالاكتئاب. لكن بعد فترة العلاج والراحة التي مر بها الطيار؛ سُمح له بالتحليق مرة أخرى، ويبدو أنه لم يكن قرارًا مدروسًا؛ لأن تعليق زميله بالعمل كان له تأثير فعّال عليه، وانشغل عن قيادة الطائرة وبدأ في تدخين السجائر بقمرة القيادة؛ وهو السبب الذي أكدت التحقيقات أنه وراء سقوط الطائرة في نيبال.

2- التخريب المتعمد.. بين الإرهاب والعمليات الانتحارية

هذا السبب لا يتعلق بالطائرة أو قائدها أو طاقم عملها، فهو يتعلق بالأغراض وراء سقوط الطائرة سواء كان عملًا إرهابيًا، أو هدفًا اقتصاديًا وسياسيًا آخر، وقد قُدر هذا السبب بكونه يتدخل في أسباب حوادث الطيران بنسبة 5%، وهي نسبة قد تبدو صغيرة ولكن لا يستهان بها.
من الوقائع الشهيرة في هذا الشأن، ما حدث عام 2016 عندما كانت رحلة الطيران «دالو» رقم 159 والتي تديرها الخطوط الجوية الصومالية، تستعد للإقلاع من مقديشو، وبعد 20 دقيقة من إقلاعها فجّر أحد الانتحارين نفسه في الطائرة ولكنه لم يستطع تفجيرها كاملة، ونجح طاقم الطائرة في نقل الركاب إلى منطقة بعيدة عن الانفجار؛ في حين اجتهد الطيار في تخفيف صدمة سقوط الطائرة؛ وهو الأمر الذي نجح فيه، فلم يقتل في تلك الحادثة سوى منفذ التفجير؛ بينما جرح أحد الركاب جروحًا طفيفة.

3- العطل الفني.. التكنولوجيا ليست معصومة من الخطأ

مع هذا التطور التكنولوجي الذي نحظى به في عصرنا هذا وجهات مراقبة جودة التصنيع، إلا أن الأعطال الميكانيكية وفشل المعدات لا يزال يصل 20% من أسباب حوادث الطيران. وعلى الرغم من أن محركات الطائرات أصبحت أكثر جودة اليوم عما كانت عليه منذ 50 عامًا؛ إلا أنها لا زالت تعاني أحيانًا من إخفاقات يصفها البعض بكونها كارثية.كانت الرحلة رقم 232 في طريقها من دنفر إلى شيكاجو في العام 1989؛ حينما أصيب المحرك في الجزء الخلفي بعطل؛ تسبب في قطع الخطوط توصيل الطاقة للطائرة، وأصبح من المستحيل على طاقم الطائرة السيطرة عليها.
ومع ذلك حاول الطيار الهبوط في أقرب مطار من موقعه، ولكن هبوطه لم يكن موفقًا؛ إذ تحطمت الطائرة واشتعلت فيها النيران، وتوفي نصف الركاب على الطائرة، ووقتها اعتبر الناجين من الحادثة بكونهم حظوا بمعجزة، وأوضحت التحقيقات في الحادث أن السبب هو عطل ميكانيكي في الطائرة؛ عندما كشفوا عن صدع المحرك والذي يعود إلى خطأ في التصنيع من البداية.

4- الظروف الجوية.. الضباب وأشياء أخرى

مرة أخرى هناك عوامل قد تعترض طريق الطائرة دون سابق إنذار، أو وقوع لوم على طاقم العمل؛ وهي الطبيعة، وتقلبات الظروف الجوية، والتي يُنسب إليها 6% من حوادث سقوط الطائرات في العالم، والضباب له سمعة سيئة في عالم الطيران؛ ويعتبرونه أكبر خطر قد يواجه الطيار.
يظهر الضباب حينما تتوقف قطرات الماء في الهواء على سطح الأرض؛ وتقلل قدرة الطيار على الرؤية لمسافة قد تصل إلى ربع ميل، وفي العام 1977؛ أقلعت الطائرة KLM رقم 4805 من مطار لوس روديوس في جزر الكناري، ووفقًا للتقرير الرسمي الصادر عن الجمعية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي؛ تسبب الضباب في حجب الرؤية عن طاقة تحليق الطائرة، ونتج عنه سقوط الطائرة في حادثة صُنفت بكونها الأعنف في تاريخ حوادث الطائرات المرتبطة بالمناخ؛ إذ قُتل ما يزيد عن 570 راكبًا.

5- أحيانًا يظل السبب غامضًا

أحيانًا لا يُعثر على الصندوق الأسود، أو تختفي الطائرة من الأساس ولا تجدها فرق البحث في أعماق المحيط، وأحيان أخرى تكون كل المعطيات متاحة ولكن يظل سبب سقوط الطائرة غامضًا.
شاهد تخيل بالرسوم المتحركة لحادثة الطائرة من هُنا.
وهو ما حدث مع رحلة الركاب الدولية (رقم 587) على الخطوط الأمريكية في العام 2001، وكانت الطائرة متجهة من مطار جون كيندي الدولي في نيويورك إلى مطار لاس أمريكاس الدولي في عاصمة جمهورية الدومينيكان؛ حينما تحطمت بعد فترة وجيزة من إقلاعها، وسقطت في إحدى أحياء نيويورك؛ حيث قُتل 251 راكبًا، وتسعة من أفراد طاقم الطائرة، بالإضافة إلى خمسة أشخاص كانوا في موقع سقوط الطائرة وقت الحادث.
وبعد إجراءات التحقيقات في تلك الحادثة والتي جاءت بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)؛ افترض أن السبب وراء سقوط الطائرة هو عمل إرهابي، ولكن لم تثبت التهمة على أحد، وفي الوقت نفسه نفت التحقيقات وجود أي عطل فني في الطائرة، ونفت أيضًا أن يكون السبب وراء تحطم الطائرة تعطل محركاتها بسبب سرب من الطيور، لأن التحقيقات لم  تكشف عن وجود أي تخريب سببه أجسام غريبة، في محركي الطائرة اللذين انفصلا عنها خلال سقوطها نحو الأرض وبحالة جيدة جدًا. 

الخميس، 16 مايو 2019

عملاق الطيران المدني " بيونج " تترنح  في أعقاب حادث سقوط طائرتي بيونج 737 ماكس 8 في أندونسيا وأثيوبيا :
----------------------

تسريب تسجيل صوتي لمواجهة غاضبة بين طيارين ومسؤولين في «بوينغ»

عربي بوست
  
كانت شكواهم من أحد أنظمة منع التوقف المحوسبة/رويترز




كشف تسجيل صوتي حصلت عليه قناة CBS News الإخبارية الأمريكية، أن طيارين تابعين للخطوط الجوية الأمريكية، واجهوا بغضبٍ مسؤولاً تابعاً لشركة Boeing قبل أشهر من ثاني حادث تحطمٍ للطائرة بوينغ 737 ماكس، وكانت شكواهم من أحد أنظمة منع التوقف المحوسبة، التي تشير التقارير الأولية إلى تورُّطه الآن في كلتا الحادثين المميتتين.

وفق تقرير شبكة CNN الأمريكية، حدث اللقاء بين الطيارين وشركة Boeing في نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد أسابيع قليلة من الحادث الذي وقع في شهر أكتوبر/تشرين الأول، عندما تحطَّمت طائرة 737 ماكس تابعة لشركة الطيران الإندونيسية Lion Air، في بحر جاوة، وقبل 4 أشهر من تحطم طائرة 737 ماكس تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في إثيوبيا.

مضمون التسجيل الصوت

ويُسمع مسؤول Boeing في التسجيل الصوتي وهو يُخبر الطيارين أن تغييرات برمجية سوف تأتي ربما خلال ستة أسابيع، لكن الشركة لم ترغب في تسريع العملية.
وأشار الطيارون إلى أنهم لم يكونوا على دراية ببرنامج الثبات المحوسب في الطائرة بوينغ ماكس 737، المعروف بـ «نظام تعزيز خصائص المناورة (MCAS)».
سُمع طيارٌ وهو يقول: «نستحق بكل وضوح أن نعرف ماذا يوجد في طائراتنا».
وأجاب مسؤول بوينغ مجهول الهوية: «لا أختلف حول ذلك».
وكان طيار آخر يقول: «هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا حتى النظام اللعين الذي كان في الطائرة»، مشيراً على ما يبدو إلى شركة الطيران الإندونيسية Lion Air. وأضاف: «ولم يعرف كذلك أي شخص آخر».
فيما يقول مسؤول بوينغ في التسجيل: «لا أعرف أن استيعاب هذا النظام كان من الممكن أن يغير نتيجة هذا. في ملايين الأميال التي ربما ستحلق عبرها بهذه الطائرة، ربما ستشاهد هذا الأمر في مناسبة واحدة فقط».
ونشرت صحيفة Dallas Morning News وصحيفة New York Times تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع، حول الاجتماع الذي عُقد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بين طياري الخطوط الجوية الأمريكية وشركة Boeing، مشيرة إلى التسجيلات الصوتية للقاء. وأوردت الصحيفة أن الطيارين كانوا محبَطين من أن بوينغ لم تكشف عن وجود نظام MCAS.
لم تردّ شركة Boeing فوراً على طلبٍ مُقدَّم من شبكة CNN للتعليق على التسجيل الصوتي.
وقد فُرض حظر على طائرات بوينغ 737 ماكس 8 و9 في جميع أنحاء العالم، بعد حادث تحطُّم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في مارس/آذار. إذ توفي 346 شخصاً في حادثي تحطم طائرة Lion Air الإندونيسية وطائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.
وأشارت التقارير الأولية في الحادثين إلى تورُّط نظام تحكم في الطيران، صممته بوينغ ليعمل في الخلفية، مما يجعل الطائرة 737 ماكس تطير مثل النماذج السابقة من الطائرة القوية. أدى وجود تشابهات كافية بين الطائرات إلى تجنب برامج تدريب الطيارين المكلفة، وهي حقيقة وصفتها شركة Boeing بأنها ميزة ترويجية.
لكن برنامج الثبات المحوسب MCAS تلقَّى قراءات خاطئة لأجهزة الاستشعارات في كلتا الطائرتين، ودفع أكثر من مرة مقدمة الطائرة إلى الأسفل، ودفعها في النهاية إلى هبوط حاد. فشلت محاولات الطيارين لتجاوز الأمر، ونظراً إلى أنها ممارسة اعتيادية، لم تُلق التقارير الأولية اللوم عليها في كلا الحادثين.


لم تُحدَّث تحديثاً أساسياً منذ الستينيات

قالت شبكة CNN مؤخراً إن إجراءات الطوارئ الجوية، التي تقول بوينغ إن الطيارين كان عليهم الاعتماد عليها عند حدوث عطل في الأنظمة، لم تُحدَّث تحديثاً أساسياً منذ الستينيات، وتخضع الآن لمراجعة إدارة الطيران الفيدرالية. لكن شركة Boeing اعترفت بأن برمجياتها كان من الممكن تطويرها، لكسر ما وصفته بترابط تسلسلات الأحداث التي انتهت بتحطّم الطائرتين.
وأشارت CNN إلى أن الشركة لم تجر اختبار طيران للسيناريو الذي تتعطل فيه الأنظمة.
وكشفت الشركة مؤخراً عن أنها في 2017 -أي قبل عام من كارثة Lion Air- كانت على دراية بأن مؤشراً مرتبطاً بالمستشعرات لم يكن يؤدي وظيفته في كثير من طائرات 737 ماكس. وخطَّطت الشركة لتنفيذ إصلاح في التحديث البرمجي المقرر دورياً.
أخبر شخص مطلع على المسألة شبكة CNN، الأسبوع الماضي، أن الشركة لم تنفذ الإصلاح، حتى بعد تحطُّم طائرة Lion Air.
أفادت صحيفة The New York Times أن أحد طيّاري الخطوط الجوية الأمريكية، الذين حضروا اجتماع 27 نوفمبر/تشرين الثاني، واسمه تود ويسينغ، أخبر الشركة قائلاً: «أتمنى أن تكون هناك أولوية لوضع تفسيرات حول الأشياء التي يمكن أن تقتلك».