من روائع مرافعات الاستاذ مكرم عبيد
(((قضية عطيفی))) :
(((قضية عطيفی))) :
وفي شهر مارس ١٩٤٤4 حضر مكرم إلى مدينة قنا للمرافعة أمام محكمة
الجنايات عن متهم بقتل اسمه عطيفي . كان الدليل الوحيد في القضية هو كلمة
نطق بها القتيل قبل أن تفيض روحه إذ سأله العمدة عمن قتله ، فقال له
اعطيفي ، ولفظ أنفاسه الأخيرة دون أن ينطق بحرف آخر .
وقد أثبتت تحريات المباحث وأقوال العمدة نفسه أنه في مكان الحادث كان
هناك شخصان ، عطيفي وهو المتهم الحالي - وضيفى وهو شخص آخر . قال
مكرم من بين ما قاله في تلك المرافعة الشائقة . وكانت الجلسة مسائية ، وقفزت أنا
وآخرون من اسوار بيت الطلبة المملوك لأسرة مكرم عبيد بالجلاليب إلى محكمة
الجنايات في قنا لسماع مكرم عبيد نفسه . قال من بين ما قاله : دان كلمة القتيل
قبل موته بلحظة ، وهي دليل الاتهام الوحيد قالها وهو فى حشرجة الموت ، في النزع
الأخير .. يصارع الموت ، ولكن الموت صارعه وصرعه ، قالها وهو يخطو آخر
خطوة في طريق الحياة ، وأول خطوة في طريق الموت ، صوته متهدج مضطرب
وكلامه غير واضح ولسانه مشلول ، وقد ثبت وجود شخص آخر اسمه ضيفى
والفرق اللفظي والسمعي بين عطيفي وضیفی فرق يسير هو عبارة عن حرف واحد
الجنايات عن متهم بقتل اسمه عطيفي . كان الدليل الوحيد في القضية هو كلمة
نطق بها القتيل قبل أن تفيض روحه إذ سأله العمدة عمن قتله ، فقال له
اعطيفي ، ولفظ أنفاسه الأخيرة دون أن ينطق بحرف آخر .
وقد أثبتت تحريات المباحث وأقوال العمدة نفسه أنه في مكان الحادث كان
هناك شخصان ، عطيفي وهو المتهم الحالي - وضيفى وهو شخص آخر . قال
مكرم من بين ما قاله في تلك المرافعة الشائقة . وكانت الجلسة مسائية ، وقفزت أنا
وآخرون من اسوار بيت الطلبة المملوك لأسرة مكرم عبيد بالجلاليب إلى محكمة
الجنايات في قنا لسماع مكرم عبيد نفسه . قال من بين ما قاله : دان كلمة القتيل
قبل موته بلحظة ، وهي دليل الاتهام الوحيد قالها وهو فى حشرجة الموت ، في النزع
الأخير .. يصارع الموت ، ولكن الموت صارعه وصرعه ، قالها وهو يخطو آخر
خطوة في طريق الحياة ، وأول خطوة في طريق الموت ، صوته متهدج مضطرب
وكلامه غير واضح ولسانه مشلول ، وقد ثبت وجود شخص آخر اسمه ضيفى
والفرق اللفظي والسمعي بين عطيفي وضیفی فرق يسير هو عبارة عن حرف واحد
أو حرفين ، وربما قال إن الذي قتله هو ضیفی ولكن لهذه الظروف سمعها العمدة
عطيفي ، فهل يكفي هذا الدليل المضطرب لكي يوضع حبل الموت أي حبل
المشنقة حول رقبة المتهم ؟ وجلس المحامي .
وبعد دقائق نطق رئيس المحكمة بحكم البراءة ، براءة عطيفي . أليس من
المبادىء الراسخة العادلة والمستقرة أن الشك يفسر لصالح المتهم ؟ اليست براءة
الف متهم خيرا من إدانة بريء واحد ؟
اليس من مبادىء العدل والعدالة أن ادرءوا الحدود بالشبهات و كان مكرم
باشا ساحرا في مرافعاته ، وقمة في البلاغة السياسية ، لا تمل ساعه لو سمعته
ساعات وساعات ، أعطاه الله جميع مواهب الخطابة والكتابة وخاصة السجع
الجميل الفريد الذي يتميز به اسلوب مكرم . والذي سمعته أنا شخصيا في بعض
المناسبات فسحرني ومازال يسحرني حتى اليوم . وأذكر أنه في خطاب سياسي في قنا
بمناسبة ترشيحه لمجلس النواب ، وفي الميدان الفسيح الذي يطل عليه منزل أسرته -
بيت الطلبة الغرباء - قال من بين ما قاله . ونحن في بيت الطلبة منصتون . أنا من
قنا .. دمی من دمها ، وهمي من همها ، وحكمي من حكمها ، وقال عن منافسه
في الترشيح : هذا محكوم يريد أن يكون حاكما ، وأنا حاكم أريد أن أكون لكم
خادما ..
وعندما خرج من السجن في سنة 1944 إلى وزير المالية في وزارة ائتلافية ،
ارتجل كلمته الشهيرة وقد أخذنا نحن الطلبة نرددها جماعة في نفس بيت أسرته -
بيت الطلبة : ( اللهم لا شماتة بل عبرة وتذكيرا ، اللهم لا انتقاما بل قصاصا
وتطهيرا اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا ، واجعلنا نحن النصارى
لك وللوطن مسلمين .. اللهم سبحانك فيها رضيت وفيها أرضيت ، فقد سخرت
لكم من يذكرن عند رب نجعلني على خزائن الأرض أمينا ، بعد أن كنت في زاوية
من زوايا الأرض سجينا ..
عطيفي ، فهل يكفي هذا الدليل المضطرب لكي يوضع حبل الموت أي حبل
المشنقة حول رقبة المتهم ؟ وجلس المحامي .
وبعد دقائق نطق رئيس المحكمة بحكم البراءة ، براءة عطيفي . أليس من
المبادىء الراسخة العادلة والمستقرة أن الشك يفسر لصالح المتهم ؟ اليست براءة
الف متهم خيرا من إدانة بريء واحد ؟
اليس من مبادىء العدل والعدالة أن ادرءوا الحدود بالشبهات و كان مكرم
باشا ساحرا في مرافعاته ، وقمة في البلاغة السياسية ، لا تمل ساعه لو سمعته
ساعات وساعات ، أعطاه الله جميع مواهب الخطابة والكتابة وخاصة السجع
الجميل الفريد الذي يتميز به اسلوب مكرم . والذي سمعته أنا شخصيا في بعض
المناسبات فسحرني ومازال يسحرني حتى اليوم . وأذكر أنه في خطاب سياسي في قنا
بمناسبة ترشيحه لمجلس النواب ، وفي الميدان الفسيح الذي يطل عليه منزل أسرته -
بيت الطلبة الغرباء - قال من بين ما قاله . ونحن في بيت الطلبة منصتون . أنا من
قنا .. دمی من دمها ، وهمي من همها ، وحكمي من حكمها ، وقال عن منافسه
في الترشيح : هذا محكوم يريد أن يكون حاكما ، وأنا حاكم أريد أن أكون لكم
خادما ..
وعندما خرج من السجن في سنة 1944 إلى وزير المالية في وزارة ائتلافية ،
ارتجل كلمته الشهيرة وقد أخذنا نحن الطلبة نرددها جماعة في نفس بيت أسرته -
بيت الطلبة : ( اللهم لا شماتة بل عبرة وتذكيرا ، اللهم لا انتقاما بل قصاصا
وتطهيرا اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا ، واجعلنا نحن النصارى
لك وللوطن مسلمين .. اللهم سبحانك فيها رضيت وفيها أرضيت ، فقد سخرت
لكم من يذكرن عند رب نجعلني على خزائن الأرض أمينا ، بعد أن كنت في زاوية
من زوايا الأرض سجينا ..
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق