الجمعة، 25 أكتوبر 2019

كيف تضع خطة سليمة لإنجاز البحث أو الرسالة ؟

 
 دي خطة بسيطة جداً لو اتبعها كل باحث بأذن الله هيخلص رسالته بوقت قصير. " منقول " 
.
كتابة رسالة علمية من أصعب وأعقد المهام والتي تبدأ بصعوبة إيجاد الفكرة في حد ذاتها وتحديد في أي موضوعات وأي متغيرات ستكتب. وإذا لم يكن هناك خطة واضحة وهدف محدد وتوقيتات زمنية لكل مهمة فرعية ينبغي التركيز عليها وتجنب حمل هم إنجاز الرسالة كوحدة كبيرة واحدة، فإن طالب الماجستير أو الدكتوراة يدخل في حيرة ودائرة مفرغة من الاحباط وتخيل هذا الكم من المهام والعمل في صورته النهائية كمهمة مستحيلة. مما يكبل يديه ويجعله عاجز عن الاجابة على سؤال يدور في ذهنه “من أين أبدأ ومتى أنهي كل هذا الكم من العمل؟”. لذلك عزيزي القاري طالب الماجستير والدكتوراة اتبع هذه الخطوات البسيطة والمختصرة من
التسجيل وحتى اقتراب انهاء كتابة رسالتك في فترة يقدرها الخبراء في المتوسط بـ300 يوم:
1. قبل التسجيل لا تسعى للبحث عن عنوان أو كيفية صياغته وهل سيقبل أم لا؟! ولا تدع نفسك ورقه في مهب رياح الآراء من حولك، يجب أن تبدأ بقراءة عدد من رسائل زملائك في نفس الكلية، والنزول لمجال العمل ذات العلاقة بتخصصك إن كان مستشفى أو مدرسة أو حقل أو موقع عمل … الخ وذلك للوقوف على أرض الواقع والاستماع ربما لشكاوى أو احتياجات أو أمراض منتشرة أو صعوبات لدى مجتمع دراستك، من هنا ستتمكن من الحصول على مشكلة فعلية تتطلب التدخل الفعلي وليس عنوان وهمي من خيالاتك أو خيالات مشرفك أو حتى تطلعات السيمينار العلمي. بعدها حدد المتغيرات والكلمات الرئيسية في الموضوع لتتبع الشكل والنمط والطريقة العلمية في مجال تخصصك لصياغة عنوان معبر عن المشكلة الفعلية التي تريد دراستها.
2. الخطوة السابقة إن تمت فستسهم في الخروج بخطة واضحة المتغيرات والمشكلة والمعالجة، وتبدأ بعدها في التفكير في مكونات إطارك النظري من العنوان وما يحتويه من متغيرات وعينة وكلمات رئيسية أخرى ينبغي أن تتناولها في اطارك النظري وتستغرق هذه الفترة في المتوسط 30 يوم.
3. لا تبدأ بالكتابة. ركز في هذه الخطوة على مراجعة النظريات ذات العلاقة بمتغيراتك من مراجع حديثة وأصلية حسب مقتضيات دراستك ونوعية متغيراتك، بالاضافة للاطلاع على نطاق واسع من الدراسات العربية والأجنبية، وحتى يكون هذا الاطلاع مفيد يجب تسجيل ملاحظاتك وما تقوم باستخلاصه والتوثيق منه في جدول يوضح اسم المؤلف، عنوان الكتاب أو الدراسة، الفقرة التي تستشهد بها أو النتائج أو التوصيات، مكان النشر وباقي بيانات الصفحات والأشكال … الخ وقسم ذلك إلى محاور لها عناوين رئيسة وفرعية لتستخدمها بعد ذلك في اطارك النظري. هذا الاسلوب سيجعلك قادر على حصر الاطار النظري والاستفادة منه بدقة وتجهيز قائمة مراجع منضبطة في خطوة لاحقة وتستغرق هذه الفترة في المتوسط 60 يوم.
4. ابدأ بكتابة كل محور منفصل حتى لا تشعر بعبيء كتابة الرسالة والذي قد يصيبك بالاحباط من طول الطريق وأنك بطيء الانجاز، وكلما أتممت محور أكتب في صفحة خاصة بذلك ماذا أنجزت والزمن الذي استغرقته في انجاز المحور، هذا سيشعرك بأنك على الطريق وتقترب شيئا فشيئا من خط النهاية. لا تركز ولا تفكر في عدد المحاور أو طول الرسالة إلا إذا كان تفكيرك إيجابيا بهدف الربط بين هذه المحاور أو التعقيب بعد نهاية كل محور وبداية آخر وتستغرق هذه الفترة في المتوسط 90 يوم.
5. بعد الانتهاء من فصل الاطار الذظري والدراسات السابقة، يفترض أنك الان استفدت وعرفت كيف يمكنك قياس متغيراتك، وكيف يمكن بناء المعالجات التجريبية والمقاييس والاختبارات المختلفة، كما ستتمكن من تحديد أشياء كمستوى الدلالة العملية ومستوى الثقة وحجم العينة وأشياء يقع البعض في عشوائية اختيارها نتيجة عدم معرفة العلاقة الوظيفية للاطار النظري والدراسات السابقة في بناء الفصل الثالث أو الرابع حسب بنية الدراسة وهو الفصل الخاص بالاجراءات والذي يوضح بناء المعالجات والاختبارات والمقاييس واختيار العينة وخطوات وظروف التطبيق والصعوبات التي واجهتك وكيفية التغلب عليها، ويستغرق ذلك فترات متفاوته حسب طبيعة كل تخصص إلا أنها تتراوح بين 40 – 180 يوم.
6. جمع البيانات والملاحظات واستخلاص النتائج الوصفية التي تتحدث عما حدث أثناء التجربة وما يمكن أن يفسر ويفيد في استخلاص نتئج ربما تكون أهم من النتائج الاحصائية التي يتم جمعها بشكل كمي باستخدام الاختبارات والمقاييس. وفي خلفيتك كباحث يجب ان تضع في الاعتبار نتائج الدراسات السابقة وما قمت من تجميعه في جدول في خطوات سابقة.
7. الخطوة السابقة ممهدة لتفسير ما انتهيت اليه من نتائج وليس بمعزل عن الدراسات السابقة ومع الاخذ في الاعتبار خصائص مجتمع الدراسة أو ظروف التطبيق وكل ذلك سيسهم في خروج هذا الجزء من الرساله معبرا عن هويتها وتفردها عن الدراسات السابقة في نفس المجال وربما في تكاملات من المتغيرات المتشابهة مع متغيرات دراستك.
8. في ضوء ما توصلت له من نتائج وما واجهته أثناء التطبيق من عقبات أو صعوبات وربما أشياء ونتائج متوقعه أو غير متوقعه، في الجزء الأخير من الرسالة ستكتب توصياتك للمهتمين بمجال الدراسة وكذلك للباحثين في دراسات تاليه يمكنهم الاستفادة ليس فقط من نتائج دراستك بل ومن الصعوبات التي واجهتها وكيفية تغلبك عليها، وتستغرق الخطوات 6، 7، 8 في المتوسط بين 30-60 يوم.
ولا تنسى التأكد من صحة الاقتباس والتوثيق ووجود المراجع بشكل واضح يسهل الرجوع له والتحقق منه، وألا تعتمد النقل لأجزاء كبيرة من أعمال الآخرين سواء بتوثيق أو دون توثيق، فكتابة تقرير الرسالة هو عمل من أعمال التأليف يقتضي الأمانه في التوثيق مع إعادة الصياغة لإخراج الرسالة بأسلوب كتابة خاص بك ومتفرد عن غيرك من الباحثين. مع كل التمنيات بالتوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق