تحليل المضمون في الاعلام
منقول
ارتبطت استخدامات تحليل المضمون ( المحتوى) بالدراسات الاعلامية والاتصالية بوصفها اداة واسلوب للتعرف على المعلومات والتفسيرات من خلال الانشطة الاتصالية المختلفة وكان هذا الارتباط قد تولد للحاجة الكبيرة التي فرضتها منهجية علم الاعلام منذ بداية القرن العشرين خاصة بعد انتشار وسائل الاتصال الجماهيري وظهور الخطاب الجمعي والجماهيري .
اول المحاولات كانت لتحليل المضمون للباحثين ( ليبمان وتشارلز ميرز ) من خلال قيامهما بتحليل مضمون عينة من المادة الاخبارية المنشورة في جريدة ( نيويورك تايمز ) ، وقد تصاعد هذا النمط من الدراسات بعدما ظهرت امكانية الضبط والسيطرة على عوامل التحليل وامكانية الاعتماد عليه وتحويله الى نتائج .
ويشير اصطلاح التحليل Analysis الى انه عملية تستهدف ادراك الاشياء والظاهرات عن طريق فصل عناصر تلك الاشياء والظاهرات بعضها عن بعض ، ومعرفة الخصائص التي تمتاز بها هذه العناصر فضلا عن معرفة طبيعة العلاقات التي ترتبط بيتها ، ويشير اصطلاح ( المضمون او المحتوى ) Content في علوم الاتصال الى كل ما يقوله الفرد من عبارات او ما يكتبه او يرمز له . والمعلومات التي تقدم والاستنتاجات التي يخرج بها والاحكام التي يقترحها او يوصي بها لتكون اهدافا اتصالية مع الاخرين . وهناك عدة تعريفات لتحليل المضمون نذكر منها ما يعرفه د. محمد عبد الحميد أستاذ الاعلام في جامعة القاهرة ان تحليل المضمون هو ( مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى الى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى والعلاقات الارتباطية لهذا المعنى من خلال البحث الكمي الموضوعي والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى ).
وتستخدم طريقة التحليل عندما يتعذر اتصال الباحثين بالمبحوثين بصورة مباشرة للتعرف على اتجاهاتهم وافكارهم واستجاباتهم ، ويستخدم هذا الاسلوب في مجالات اخرى تؤدي دور مهم في عملية البحث العلمي ، ويمكن لنا ان نحدد بعض المجالات التي يستخدم بها تحليل المضمون مثل الكشف عن اتجاهات الافراد والجماعات ازاء موضوعات مختلفة والمقارنة بين وسائل الاعلام الجماهيرية من حيث موضوعاتها واتجاهاتها واهدافها وتشخيص خصائص الاسلوب الصحفي والادبي من خلال تحليل الرسائل المختلفة والتعرف على الوضع النفسي والاجتماعي للأقراد والجماعات في الاوضاع الطارئة والاعتيادية .
ويرتبط تحليل المضمون بالرسالة Meesage وهي الافكار او المفاهيم او النتاج الذي يراد توصيلها الى الجمهور من خلال التتابع الرمزي او الدلالي وهذه الرموز تكون لفظية ( منطوقة او مكتوبة ) او غير لفظية ( الاشارات والايماءات والالوان والاشكال والموسيقى والرسوم وغير ذلك وتحليله وايجاد العلاقة الرمزية كالتكرار والشدة والكيفية ودرجات التأكيد والاتجاهات والتأييد والرفض وهي ميادين منها ما يدخل في وظائف تحليل المضمون للوصول الى اكتشافات وعلاقات بالإمكان تصنيفها او تجزئتها ومن ثم ايجاد ارتباطها والكشف عنها على اساس كمي ونوعي .
ان تحليل الرسالة لكلماتها واشكالها والوانها او الرموز التي تعبر عن المضمون الصريح قد تدلنا على مؤشرات متنوعة تساعدنا في تحليل جزئيات النص او الانتاج الأتصالي بشكل عام وبالتالي يعمل على تفسير الرسالة وصولا الى التنبؤ بمقاصد مرسل الرسالة واتجاهاته وتأثيراته على المتلقي ، ذلك ان التحليل المنظم يتيح قياس مقاصد ومرجعيات المرسل وقدراته .
ان تحليل المضمون يسعى ومن خلال تصنيف البيانات وتبويبها الى وصف المضمون ( المحتوى ) الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل ولا يقتصر على الجوانب الموضوعية وانما الشكلية ايضا ويعتمد على تكرارات او جمل او كلمات او مصطلحات او رموز او اشكال وهي المعاني المتضمنة في مادة التحليل بناء على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته. ويجب ان يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية كالصدق والثبات حتى يمكن الاخذ بأحكام نتائجه على انها قابلة للتعميم في سبيل العلم والمجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق