الخميس، 18 يونيو 2020

«زنا المحارم» المسكوت عنه فى المجتمعات العربية والقانون

عادة ما يشعر الإنسان بالصدمة فور سماعه عن حادث يمثل «جريمة الزنا»، نظراَ لكوننا نعيش في مجتمعات شرقية تأبى مثل هذه الجرائم المخلى بالشرف والأعراف ناهيك عن كونها تعد من «الكبائر» في جميع الديانات السماوية، إلا أن الأكثر قسوة ومرارة حينما تسمع عن حادث «زنا المحارم».  
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات الغريبة عن مجتمعاتنا، كيف لإنسان أو إن صح التعبير «ذئب بشرى» يرتكب هذا الفعل بمن هي دمه ولحمه؟، بمن هو مؤتمن عليها، هو سندها وظهرها، ما يشير إلى أن المجتمعات العربية في منحدر يجب الانتباه له، كما أن هناك سؤال أخر لماذا لا تغلظ العقوبات بخصوص هذا الجُرم؟.
مراقبون قانونيون يرون ضرورة  تغليظ عقوبة جرائم «زنا المحارم»، لتصل إلى «الإعدام شنقًا»، لمواجهة الظاهرة وإنهاءها والقضاء عليها داخل المجتمع المصرى قبل أن تتفاقم، باعتبار أن عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة غير كافية.
ضرورة تغليظ العقوبة
من جانبه، قال محمد عثمان، نقيب محامى شمال القاهرة السابق، إن القانون المصرى شدد عقوبة مواقعة أنثى بغير رضاها بالأشغال الشاقة المؤبدة، طبقًا لنص المادة 267 من قانون العقوبات التى تنص على أن العقوبة تكون مستحقة: «إذا كان الفاعل من أصول المجنى عليها أو المتولين تربيتها أو ملاحظتها، أو ممن لهم سلطة عليها أو مديرها أو كان خادمًا بالأجرة عندها أو عند من تقدم ذكرهم».
وأضاف «عثمان» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن العقوبة طبقًا للمادة 268 تنص على:« أن من هتك عرض إنسان بالقوة يعاقب بالسجن من 3 إلى 7 سنوات إذا كانت المجني عليها لم تبلغ سن 16 عامًا، ويجوز أن تصل العقوبة إلى 15 سنة أشغالًا شاقة»، مؤكداَ أن تلك الجريمة أخلاقية، ومن أبشع الجرائم الإنسانية التي تهدد أمن الأسرة والمجتمع، وتخالف عاداتنا وتقاليدنا.
جريمة غائبة عن القانون
بينما،  أكدت «هيام محمد»، عضو لجنة المرأة بنقابة المحامين، أن المحكمة فى مثل هذه الوقائع تستعمل أقصى عقوبة، ولا تنظر إلى أي نوع من التخفيف، أو مراعاة ظروف المتهم، مضيفة أن القانون يعاقب الأب الذى يعتدى جنسيًا على ابنته بالسجن من 10 إلى 15 سنة دون رأفة.  
«هيام» أضافت فى تصريح خاص أنه «لا يوجد فى التشريع والقانون المصرى نص يعاقب من يقترف هذه الجريمة النكراء إلا فى حالة واحدة، وهى هتك العرض للقصّر بالقوة»، ورددت قائلة: « للأسف مجتمعنا عاجز بسبب غل يد رجال القانون عن معاقبة هؤلاء، وجعلهم عبرة لمن يمارسون هذه الأفعال، فجرائم الزنا بوجه عام متعلقة بالشكوى، فلا جريمة بغير من يقوم بالشكوى سواء كان الزوج أو الزوجة.  
رأى الدين
بينما يرى مراقبون من علماء الدين الإسلامي أن زنا المحارم حرام شرعًا، ومن أكبر الكبائر التى نهى عنها الله سبحانه وتعالى، ووعد فاعلها بالعقاب العظيم، حيث أن حدوث هذه الفاحشة يبدأ من خلال التحرش الذى يكون فى أول الأمر غير مقصود، كالنظرة إلى أماكن العورة، الأمر الذى يجر إلى أمور أكبر، وهى المعاصى التى تثير الغرائز لفعل هذه المصائب، حيث يكون الفرد فى حالة لا يفرق فيها بين المرأة الأجنبية وبين أمه أو أخته.

وضع أبناء زنا المحارم
كما إن أطفال زنا المحارم، لا يتم تسجيلهم بأي أسماء تابعة للأب أو الأم، بل تتكفل به الدولة، حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعي بإيداعه في أحد دور الأيتام، وهنا تتولى مسئوليته من الإنفاق عليه، واختيار اسم له، ويتم معاملته معاملة الأيتام.

«رأي الطب النفسي»
من جانبها، حملت «هبه علام»، الخبير المتخصص فى قضايا الأسرة، أن وسائل الإعلام الخاصة والمرئية منها جزءًا من المسئولية، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها أصبحت تلعب دورًا كبيرًا فى انتشار مثل هذه الجرائم الخطيرة بتقديمها برامج وأغانى إباحية تداعب الغرائز وتنميها لدى بعض الأفراد غير الأسوياء.
وأضافت «هبه» فى تصرح صحفى أن أفلام الرذيلة والسموم التى تدس فى الدراما، ونشر الأفلام غير العربية التى تعتبر ممارسة مثل هذه الأفعال شيئًا طبيعيًّا، هذه كلها دوافع لارتكاب الجريمة، وفى الوقت ذاته يتم الإفلات من القانون بسهولة، حيث أن الخلافات الأسرية بين الأزواج الناجمة عن عدم تنظيم الأمور الجنسية والتى تعد أبرز دوافع الخيانات الزوجية سواء مع ابنته أو غيرها.
واستطردت: معظم حالات اعتداءات الآباء على بناتهم لا تصل للقضاء وتبقى طى الكتمان لسنوات لوعى الفتاة بأنها إذا فضحت الأمر ستدمر الأسرة فهى تعى تأثير كشف السر على الأسرة فتفضل السكوت إلى أن تكبر وتتزوج أو تهرب، مطالبة بعمل ندوات توعية مشتركة بين الأزهر والإعلام ووزارة الثقافة ومنع البرامج الخادشة للحياء وعدم بثها على شاشات التلفاز، والعمل على ترسيخ قواعد الدين لدى الأفراد.
وأكدت أن التعاون بين المجتمع المدنى والدولة يجب أن يكون من خلال تبنى احدى هذه المناطق العشوائية ووضع استراتيجية واضحة لمواجهة كل الامراض التى تنتج عن هذه المناطق.

يمكن تلخيص «أسباب تفشي هذه الظاهرة» في المجتمع في النقاط التالية:
1- ضعف الوازع الديني أو انعدامه.
2- فشل المدرسة في التربية على القيم و الأخلاق وغياب دور الأسرة في التوعية.
3- إغراق السوق بالخمور والمخدرات وسهولة تعاطيها.

4- الإعلام الإباحي من فضائيات متخصصة في ذلك وانتشار المواقع الإباحية.
5- تراجع دور الأسرة خصوصا دور الأب داخل الأسرة, ضياع مفهوم الأبوة في مقابل مفهوم الصديق بحيث تسعى عدد من النظريات التربوية الغربية إقناع المربين بأن أهم عنصر مساعد على تربية الأبناء هو الذي يعتمد الصداقة بين الأباء و الأبناء إلى درجة يغيب معها مفهوم الأبوة مطلقا بالبيت, ففي غياب توازن بين أن يكون الأب صديقا تارة و أبا تارة أخري قد يؤدي إلى سلوكيات جنسية شاذة و منحرفة, حيث نبه عدد من الخبراء التربويين إلى بعض المفاهيم الدخيلة في فنون التربية التي تصور أن سلطة العائلة تكمن في يد من يملك مالا مهما كان زوجة أو بنتا أو أختا أو إبنا و هذا ساهم في بناء أسرة هشة غير مترابطة شكلت مناخا خصبا لسلوكيات منحرفة منها زنا المحارم.
فهل بعد انتشار هذه الأسباب في دواليب الحياة اليومية للمجتمع المصري نستغرب انتشار جرائم زنا المحارم و ارتفاع وتيرة تزايدها يوما بعد آخر.



قصة منتصف الليل.. سيدة: زوجي مارس زنا المحارم مع بناتي.. وقال: «أنا أولى بيهم»



وقفت «م.ن»، أمام أبواب محكمة الأسرة العريقة- في الزنانير- تتحسس خطواتها على درجات السلالم التي بدت لها شاهقة على الرغم من قلتها.. وضعت قدمها على الدرجة الأولى للدرج، ونظرت إلى أخر الدرجات، وعيناها تملؤها الحيرة، وكأن سيل من الأسئلة تهافت عليها.
كلما اقتربت خطواتها من باب القاعة المقصودة ترجف يداها وجسدها أكثرا فأكثر.. نظرت حولها مرات عدة، ورفعت يداها محاولة أن تخفي وجهها عن أعين المحيطين بها في البهو الخارجي لقاعة المحكمة، ثم تحسست مقعدا مقابل لباب القاعة وجلست على استحياء، مديرة ظهرها للجالسين إلى جوارها.
وكلما خرج الحاجب- المنادي على القضايا- دب الخوف في صدرها، حتى جاء دورها لتقف أمام القاضي، وتبوح له عم يؤرقها ويجول في خاطرها، وأسباب رفعها لدعوة قضائية بالخلع، كان أول كلمات القاضي لـ«م.ن»: «أسبابك لرفع دعوى الخلع».. بدأت «م.ن» تلتفت حولها وكأنها ترجو الحضور ألا ينظر لها أحدا.. وبكلمات يكاد لسانها لا يبوح بها قالت: «زوجي مارس العلاقة الجنسية كاملة مع بناته الثلاثة- زنا محارم- في وقت واحد».
كلماتها نزلت كالعاصفة التي تقلع الأشجار من الأرض على الحضور، حتى أن الهمهمة والغمغمة المحيطة بها توقفت حتى تسمع تفاصيل قصتها التي اعتقد البعض في نهايتها أنها أقرب إلى الخيال، إلا أن «م.ن»، توقفت عن الحديث ونظرة إلى أرض القاعة، وبدت الأرض تدور من حولها، وكأنها مشهد يعرض في فلم سينمائي، يستخدمها المخرج في العودة إلى الماضي.
أفاقت على صوت منادي يا أستاذة «م»، رفعت عينها وقد اغرورقت بالدموع، ووجهة أنظارها إلى القاضي ومستشاريها، ولم تتمكن من حجب العيون خلف أجفانها فترة أكثر، وارتفع صوت البكاء والنهيب والعويل في بهو المحكمة الموقرة، ولربما كان مشهدا لن يتكرر، فما بين المواساة وطلب استكمال القصة ضاعت كلمات القاضي.
«بدأت القصة من حوالي 16 سنة.. كنت في بيت أبويا راجل على قد حاله، وكان شايل هم أنه مسئول عن جواز 3 بنات، نفسه يخرج بيهم من شط العنوسة لبر الأمان.. وبما أني كنت أكبرهم، وقربت أوصل لـ(25 سنة)، والكل حوليا تزوجوا فطبعا كان والدي بيحاول يلاقي لي عريس ويجهزني علشان يفضي للبنتين الباقين».. كانت هذه هي أول كلمات «م.ن»، والتي خرجت بنهيب جعلها تعيده أكثر من مرة حتى تضح قصتها أمام الحضور.
وتابعت: «وفي ليلة اعتقدت أنها أسعد أيام حياتي، دخل والدي البيت وقال لي حضري الأكل.. وأثناء وضع الطعام على الأرض، نظر ليٌ ولدي والفرحة تملئ عيناه وقال بصوت فرح (هتتجوزي وتسيبيني).. كنت فرحانة ومش فاهمه في نفس الوقت».
«وبعد ساعة تقريبا وصل شخص للبيت.. وجلس مع بابا، دقائق معدودة ولقيت والدي بيقول ليٌ تعالي سلمي على عريسك»، تضيف «م.ن»، كان والدها قد اتفق على زيجتها على أن تتم في خلال 5 أشهر.
تتابع: «أسعد أيام حياتي قضيتها مع زوجي.. 15 سنة زواج من أحلى أيام حياتي، صحيح مرت أيام حصل فيها مشاكل ولكن الحلو كان بيجي بردو.. وكل ما ربنا كان بيرزقني ببنت كان بيبقى فرحان أوي وأكد لي أكثر من مرة أنه بيحب البنات أكثر.. وهو ما لم اهتم به(مكنتش عارفه أنه بيحب زنا المحارم)».
تتوقف «م.ن»، عن الحديث وكأن شريط حياتها يمر أمام عيناها، ثم تلطم خديها، وتطرق على رأسها بعنف، وتلوم نفسها: «أزاي ماخدتش بالي.. عقلي كان فين.. أنا كمان ضيعت بناتي (ده زنا المحارم) يا ناس».. كلماتها دعت الحضور للانتباه إلى رسالتها أكثر فأكثر، ثم صدر صوت من الخلف قائلا: «حصل أيه لبناتك وأيه حكاية زنا المحارم»، وهو ما جعلها تتنبه إلى أنها فقدت السيطرة، ودفع القاضي لمطالبة الحضور بالصمت.
استعادة «م.ن» رباطة جأشها، وحاولت أن تتحلى بالقوى ثم استكملت سرد قصتها، قائلة: «بعد 15 سنة زواج كل ما كنت أملكه في الحياة بناتي (ر.م) 14 سنة، و(م.م) 13 سنة، و(د.م) 12 سنة، وعلى الرغم من تفضيلهم الأب (م.ع) إلا أنني لم اهتم وكنت سعيد بحبهم لبعض».
«كثيرا من الأحيان كنت بلاقي بناتي قفلين على نفسهم الأوضة واسمع أصوات (آهات) غريبة، وكأن في حد بيمارس معاهم العلاقة (مكنتش عارفه أن أبوهم بيمارس معاهم زنا المحارم)، وكل ما افتح باب الأوضة القيهم تحت البطانية.. ولو حولت أشيلها من عليهم ألقيهم بهدومهم ويقولوا إحنا كنا بنلعب.. قررت إني أراقب تصرفاتهم من غير ما أقول لأبوهم قلت يمكن أكون ظلماهم ويضربهم ولا حاجة (وأتاري هو السبب وعلم بناته يمارسوا زنا المحارم)».. تضيف الزوجة أمام القاضي.
وتتابع: «بلغتهم أن والدي تعبان وأني هروح أشوفه و(هبات هناك) وقررت أروح البيت في وقت متأخر»، سردت «م.ن»، تفاصيل الساعات التي قضتها مابين سكنات منزل والدها والطرقات تفكر فيما قد يكون يحدث بين بناتها، إلا أنها لم تكن تدرك حجم المأساة التي في انتظارها.
«على باب البيت وقفت شوية وأنا بحاول اسمع اللي بيحصل.. وبدأت اسمع صوت بناتي أثناء ممارسة علاقة.. وكلمات إباحية بين رجل وامرأة.. وفجأة ودون أي مقدمات سمعت صوت زوجي يوجه لهم كلمات إباحية ويطالبهم بالدلال (صدمت في بداية الأمر وسألت نفسي هل يمارس زوجي زنا المحارم مع بناتي).. فتحت باب المنزل بهدوء ووجدت بناتي الثلاثة متجردات من الملابس ويمارسن العلاقة كاملة مع والدهم- زنا المحارم».. تضيف الزوجة.
واستكملت، اغشي عليا من هول الصدمة، وعندما أفقت كنت قد وجدت نفسي على فراش الزوجي، وإلى جواري زوجي يحاول أن يهدئ من روعي ويحكي لي أن (زنا المحارم) أمرا عاديا، وأنهن بناته وهو أحق بممارسة العلاقة مهم- زنا المحارم- من الغريب، وأن بناته يعشقون هذا الأمر، كما أنهم أصبحوا مدمنات للعلاقة الجنسية- زنا المحارم- كما أنهن لم يصبحوا بنات.
«الكلام نزل زي السيف على قلبي إزاي بناتي بتمارس زنا المحارم بس هم صغيرين ومش فاهمين؟.. ندهت بناتي وقفوا أمامي وكأنهم ضرر لي وقالو لي أنتي مالك إحنا بنحب نعمل كده مع بابا.. هو بيعرف يخلينا إزاي مبسوطين.. وإحنا بنحب الموضوع ده» تضيف «م.ن»، مشيرا إلى أنها صرخت بهم، وهو ما دفع الزوج لطردها من المنزل اعترضا على رفضها ممارسة الأب مع بناته زنا المحارم، لافتا إلى أنها لجأت للقضاء لنصرتها وتطليقها ونجدة بناتها الثلاثة من براثن رجل أدعى الأبوة، ولكن كل ما يجول في خاطره هو زنا المحارم واغتصاب بناته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق