|
|
بدءا من سبتمبر عام1926 دخل تحرير الأهرام في عصر جديد.. عصر استخدام الصورة الفوتوغرافية بشكل منتظم, والتي احتلت مكانا دائما في الصفحة الأولي, بعد أن اقتصرت جريدتنا علي امتداد نصف القرن الذي كان قد انقضي وقتذاك من عمرها علي الكتابة. ونعرف من دوائر المعارف أن البدايات الأولي لفكرة التصوير الفوتوغرافي جاءت علي أيدي الإنجليزي وليم فوكس تالبوت WilliamFoxTalbot خلال العقد الرابع من القرن التاسع عشر, ثم شهدت تطورات عديدة بعدئذ, وأخذت في الانتشار خلال العقدين الأخيرين من نفس القرن بعد ظهور عدد من النوادي المهتمة بالاختراع الجديد في كل من باريس ولندن وفينا ونيويورك. |
بيد أن التصوير الفوتوغرافي تسلل إلي الصحافة في نطاق محدود, ويبدو أن المسألة كانت تقتضي عنتا لنقل الصورة إلي الصحيفة, وهو الأمر الذي دعا إلي ندرة ظهور الصور في الأهرام إلا في حالات الضرورة القصوي, كأن يعتلي حاكم جديد العرش, وكأن تقوم حرب عظمي, وكأن تتفجر ثورة داخل البلاد. غير أن ما حدث خلال الربع الأول من القرن العشرين من تحسن تقنية إظهار الصورة الفوتوغرافية في الصحيفة كان وراء تشجيع الأهرام علي الإقدام علي هذه الخطوة, غير أن هذه التقنية لم تساعد علي إظهار هذه الصورة واضحة, ولو إلي حد معقول.
ولكن ذلك لم يمنعنا من تقديم بعضا من تلك الصور في هذه الحلقة من الديوان, وبحالتها, فإن هدفنا في النهاية أن نقدم تاريخ تطور الأهرام, دون كذب أو تجمل! كل ما فعلناه عملية انتقاء راعينا فيها درجة الأهمية التي علقها القائمون علي تحرير الجريدة وقتئذ, ودرجة الوضوح التي تتمتع بها الصورة حتي يتمكن قارئ هذه الأيام الذي يطالع كل صباح صور الجريدة الملونة أن يتبين الأبيض من الأسود في صور هذا العصر الغابر!
ولأن الأهرام, كانت ولا تزال, تقليدية في تحريرها واختياراتها, فلا عجب أن يحتل الحاكم, خديويا كان أو سلطانا أو ملكا, مكان الصدارة, التي شاركه فيها الزعماء السياسيون, تلاهما كبار رجال الدولة, وحظي بنفس القدر من الأهمية رجال السلطة الاحتلالية. غير أن ذلك لم يمنع جريدتنا من الانطلاق إلي الآفاق العربية, فيما نلاحظه من انتهاز الفرص لتقديم صور عدد من ملوك وأمراء الدول العربية للقارئ المصري, ثم أنها لم تقصر عنايتها علي صور الساسة الأوربيين, بل كثيرا ما امتدت بهذه العناية إلي شخصيات لم يكن ليحلم القارئ المصري أن يعرف ملامحها في يوم من الأيام, كما حدث عند وفاة إمبراطور اليابان واعتلاء الأمير هيروهيتو ولي العهد سدة العرش! بعد كل ذلك نترك الكتابة لنتطلع إلي صور العصر! |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق