الجمعة، 17 مايو 2019

عندما ظهرت الصورة الصحفية لأول مرة في الصحافة العربية

صورة وكتابة‏!‏
بقلم‏:‏دكتور يونان لبيب رزق



بدءا من سبتمبر عام‏1926‏ دخل تحرير الأهرام في عصر جديد‏..‏ عصر استخدام الصورة الفوتوغرافية بشكل منتظم‏,‏ والتي احتلت مكانا دائما في الصفحة الأولي‏,‏ بعد أن اقتصرت جريدتنا علي امتداد نصف القرن الذي كان قد انقضي وقتذاك من عمرها علي الكتابة‏.‏
ونعرف من دوائر المعارف أن البدايات الأولي لفكرة التصوير الفوتوغرافي جاءت علي أيدي الإنجليزي وليم فوكس تالبوت
‏WilliamFoxTalbot‏
خلال العقد الرابع من القرن التاسع عشر‏,‏ ثم شهدت تطورات عديدة بعدئذ‏,‏ وأخذت في الانتشار خلال العقدين الأخيرين من نفس القرن بعد ظهور عدد من النوادي المهتمة بالاختراع الجديد في كل من باريس ولندن وفينا ونيويورك‏.‏

بيد أن التصوير الفوتوغرافي تسلل إلي الصحافة في نطاق محدود‏,‏ ويبدو أن المسألة كانت تقتضي عنتا لنقل الصورة إلي الصحيفة‏,‏ وهو الأمر الذي دعا إلي ندرة ظهور الصور في الأهرام إلا في حالات الضرورة القصوي‏,‏ كأن يعتلي حاكم جديد العرش‏,‏ وكأن تقوم حرب عظمي‏,‏ وكأن تتفجر ثورة داخل البلاد‏.‏
غير أن ما حدث خلال الربع الأول من القرن العشرين من تحسن تقنية إظهار الصورة الفوتوغرافية في الصحيفة كان وراء تشجيع الأهرام علي الإقدام علي هذه الخطوة‏,‏ غير أن هذه التقنية لم تساعد علي إظهار هذه الصورة واضحة‏,‏ ولو إلي حد معقول‏.‏

ولكن ذلك لم يمنعنا من تقديم بعضا من تلك الصور في هذه الحلقة من الديوان‏,‏ وبحالتها‏,‏ فإن هدفنا في النهاية أن نقدم تاريخ تطور الأهرام‏,‏ دون كذب أو تجمل‏!‏
كل ما فعلناه عملية انتقاء راعينا فيها درجة الأهمية التي علقها القائمون علي تحرير الجريدة وقتئذ‏,‏ ودرجة الوضوح التي تتمتع بها الصورة حتي يتمكن قارئ هذه الأيام الذي يطالع كل صباح صور الجريدة الملونة أن يتبين الأبيض من الأسود في صور هذا العصر الغابر‏!‏

ولأن الأهرام‏,‏ كانت ولا تزال‏,‏ تقليدية في تحريرها واختياراتها‏,‏ فلا عجب أن يحتل الحاكم‏,‏ خديويا كان أو سلطانا أو ملكا‏,‏ مكان الصدارة‏,‏ التي شاركه فيها الزعماء السياسيون‏,‏ تلاهما كبار رجال الدولة‏,‏ وحظي بنفس القدر من الأهمية رجال السلطة الاحتلالية‏.‏
غير أن ذلك لم يمنع جريدتنا من الانطلاق إلي الآفاق العربية‏,‏ فيما نلاحظه من انتهاز الفرص لتقديم صور عدد من ملوك وأمراء الدول العربية للقارئ المصري‏,‏ ثم أنها لم تقصر عنايتها علي صور الساسة الأوربيين‏,‏ بل كثيرا ما امتدت بهذه العناية إلي شخصيات لم يكن ليحلم القارئ المصري أن يعرف ملامحها في يوم من الأيام‏,‏ كما حدث عند وفاة إمبراطور اليابان واعتلاء الأمير هيروهيتو ولي العهد سدة العرش‏!‏
بعد كل ذلك نترك الكتابة لنتطلع إلي صور العصر‏!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق