مواقع التواصل تحول ريا وسكينة من سفاحتين إلى بطلتين ولكن الحقيقة التتاريخية والقضائية غير ذلك :
================
فيلم ريا وسكينة
وأكد أن الأهم من هذا كله هو توقيت إثارة القضية نفسه، وهو توقيت ثورة 1919 التى قام بها سعد زغلول، والذى كان شقيقه القاضى فتحى زغلول، هو الذى حكم على الشباب المصرى البرىء بالإعدام فى حادثة دنشواى، وأشار إلى أنه ظل طوال عشر سنوات فى بحث دائم عن كل ما يتعلق بتلك القضية، وحصل على الملف الكامل والموثق الخاص بها من دار المحفوظات ومن خلاله استند إلى مجموعة من المعلومات المتناقضة، التى شهدها الملف نفسه، والتى تؤكد أن القضية بالكامل كانت ملفقة عن قصد لأسباب سياسية.
رجال ريا وسكينة
================
ريا وسكينة هل كانتا مناضلتين.. أين الحقيقة؟
ريا وسكينة
غرفة مظلمة بحوائط أسمنتية وأرض ترابية قابلة للحفر بها "لمبة" واحدة تهتز يسارا ويمينا ينبعث منها نور أصفر يشير لاقتراب وقت الغروب، بالكاد تستطيع أن ترى ما يحدث، حيث تلمح العين امرأتين واحدة منهما تمسك منشفة مبللة وتعصرها وأخرى تقيد الضحية، لتضع الأولى المنشفة على وجه الضحيةـ حتى تتأكد أنها فارقت ولن تعود من جديد، ثم تلمح العين رجلين يدخلان الغرفة.
من ناحية أخرى تترك سيدة، التى تقيد الضحية ضحيتها، وتبدأ فى تنفيذ الهدف المنشود، وهو الاستيلاء على مجوهراتها، فى حين يبدأ عبدالعال وحسب الله فى حفر الأرض الترابية لتكون هذه الغرفة المظلمة المثوى الأخير للضحية، التى أرادت أن تشترى بعضًا من الأقمشة الجديدة من الدلالتين "ريا وسكينة".
فيلم ريا وسكينة
"ريا وسكينة" الرواية الأكثر رعبًا فى تاريخ جرائم القتل بمصر، وبالتحديد فى الإسكندرية، حقيقية مليئة بالغموض والإثارة، وهذا ما جعلها مادة درامية من الدرجة الأولى تمثل من قبل العديد من الأجيال، إما بشكل درامى بحت أو كوميدى، وكانت أشهر تلك الأعمال "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، "ريا وسكينة" بطولة يونس شلبى، "مسرحية ريا وسكينة"، بطولة شادية وسهير البابلى، مسلسل "ريا وسكينة" بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب، رغم كل هذه الأعمال سيظل فيلم "ريا وسكينة" للنجمتين نجمة إبراهيم وزوزو الحكيم، هو الأشهر، فالمشاهد الفيلم ترسم فى الصورة الذهنية بمجرد أن يذكر أحد تلك الرواية المثيرة.
هل يمكن التشكيك فى أحداث تلك الواقعة المثبتة فى المحاضر وقتها، والقول إن كل ما يعرض ليؤرخ أحداثها غير صحيح؟
المتعارف عليه أن ريا وسكينة شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين فى مصر، حيث اشتهرتا بتكوين عصابة لخطف النساء وقتلهن من أجل الاستيلاء على مجوهراتهن، وذلك ما بين عامى (1920 - 1921)، مما سبب حالة من الذعر فى منطقة الإسكندرية.. ريا وسكينة نزحتا فى بداية حياتهما من منطقة الصعيد واستقرتا فى مدينة الإسكندرية فى بدايات القرن العشرين.
ثم قامتا بتكوين العصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبدالعال، زوج سكينة، والتى بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعى زوج ريا، واثنين آخرين هما عرابى حسان وعبدالرازق يوسف كما قيل، تم إلقاء القبض عليهم وتوجيه تهمة القتل العمد لـ 17 سيدة، وتم إدانتهم من قبل المحكمة، وإعدامهم فى 21 و22 ديسمبر سنة 1921، وتعد ريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهما فى العصر الحديث.
ا
المؤرخ عاصم الدسوقى قال لـ"فالصو"، إن ريا وسكينة كانتا تقتلان بالفعل السيدات للاستيلاء على مجوهراتهن، كما كانتا تقتلان العساكر الإنجليز للتشويش على ما تفعلانه من جرائم فى حق هوانم الإسكندرية.
فى 2017 جاء السيناريست أحمد عاشور، مؤلف فيلم براءة ريا وسكينة، ليثير الجدل، حيث قال خلال عدد من المواقع الصحفية والقنوات أهمها هيئة الإذاعة البريطانية، إنه ليس شيئًا مشرفًا أن يكون اسم ريا وسكينة من ضمن أسوأ عشر نساء فى تاريخ البشرية، وأضاف أنه لم يكن هناك أى سبب يدفع ريا وسكينة للقتل، خاصة أنهما كانتا تمتهنان الدعارة، التى كانت تجارة مقننة ومربحة جدًا وقتها، وما قيل بأنهما كانتا تعملان فى البيوت السرية أى التى تعمل دون تصريح غير حقيقى، وكشف عن أنه حصل على المستندات التى تؤكد أنهما كانتا تعملان بتصريح من الحكومة، التى كانت تبيح تلك التجارة، وأن النساء اللاتى اتُهمتا فى قتلهن لم يكنّ من علية القوم، كما جاء فى القضية.
وأكد أن الأهم من هذا كله هو توقيت إثارة القضية نفسه، وهو توقيت ثورة 1919 التى قام بها سعد زغلول، والذى كان شقيقه القاضى فتحى زغلول، هو الذى حكم على الشباب المصرى البرىء بالإعدام فى حادثة دنشواى، وأشار إلى أنه ظل طوال عشر سنوات فى بحث دائم عن كل ما يتعلق بتلك القضية، وحصل على الملف الكامل والموثق الخاص بها من دار المحفوظات ومن خلاله استند إلى مجموعة من المعلومات المتناقضة، التى شهدها الملف نفسه، والتى تؤكد أن القضية بالكامل كانت ملفقة عن قصد لأسباب سياسية.
وكشف عن أن المنزل الموجود بجوار قسم اللبان بالإسكندرية ليس منزل ريا وسكينة، فقد تم بناؤه بمستندات هيئة المساحة فى الأربعينيات أى بعد إعدامهما بعشرين سنة تقريبًا، وأكد أن ما وجد فى بيوت ريا وسكينة حوالى 114 جثة، إلا أنهما لم تحاسبا إلا على 17 جثة فقط، وكل هذا موثق بالمستندات؛ بحسب قوله.
بينما أكد الكاتب الصحفى صلاح عيسى، فى كتابه "رجال ريا وسكينة" أن براءة ريا وسكينة لا علاقة لها بالوقائع التاريخية، مضيفًا أن ريا وسكينة لم تشتركا فى الثورة، ولم تخطفا إنجليزيًا واحدًا وكلها خيالات روائية، معتقدًا أن ريا وسكينة كانتا تستحقان الإعدام، على الرغم من أنهما لم تشتركا بأيديهما فى القتل "حسب روايته"، لأن التهم التى وجهت إليهما هى التحريض والاشتراك والتخطيط والمساعدة، وبالتالى أخذتا نفس عقوبة الفاعل الأصلى .
رجال ريا وسكينة
صلاح عيسى أوضح أن ريا وسكينة كانتا "كشافتين"، أى أنهما كانتا تختاران الضحية، ثم تستدعيان الفتوات لقتلها، ولم يثبت فى المحاضر أنهما حضرتا أيا من وقائع القتل، فكانتا تنتظران فى الخارج لأنهما كانتا يغلب عليهما الجبن والخوف، حسب ما حصل عليه من اعترافات ريا أثناء التحقيق، مشيرًا إلى أن أول من حقق فى القضية هو "كامل عزيز"، وكان معه اثنان من وكلاء نيابة الإسكندرية، وهما محمد رياض وكمال أبوستيت، ثم تولى وكيل النيابة العمومية سليمان بك عزت، التحقيق فى القضية، وكان من القاهرة، وتم انتدابه بعد تقاعس المجموعة الأولى والبطء فى إجراءات التحقيق، كما نفى صحة انتماء سليمان عزت، وكيل النيابة، الذى تولى التحقيق فى القضية إلى جمعية الصداقة المصرية البريطانية، التى أسسها أمين عثمان، وزير المالية فى 1930م، صاحب مقولة "مصر وبريطانيا تزوجتا زواجًا كاثوليكيًا"، حيث اغتيل بعدها فى عام 1946م .
لكن هل كانتا ريا وسكينة مظلومتين ولم تظهرا اعتراضًا يوم 21 من سبتمبر لعام 1921، حيث كان تنفيذ حكم الإعدام وسئلت ريا قبل شنقها هل تريدين شيئًا، فأجابت: "عايزة أشوف بديعة"، فأخبروها أنها زارتها قبل يومين، وأمر الجلاد بتنفيذ الحكم، وقالت قبل سحب العصا: "أودعتك الله يا بديعة"، ثم سقطت وظلت مُعلّقة لمدة نصف الساعة، بينما استمر نبض قلبها دقيقتين بعد السقوط.
أما سكينة فدخلت فى نفس الوقت الذى كان يقرأ فيه المأمور نص الحكم، موضحًا قتلها لـ17 امرأة فقالت: "هو أنا قتلتهم بإيدى أيوه قتلت واستغفلت قسم اللبان والحكومة كلها واتحكم على بالإعدام وأنا عارفة إنى رايحة أتشنق وأنا جدعة"، وظلت توجه سبابًا لكل الموجودين وللدولة والقائمين عليها، وحين ربط منفذ الحكم يدها من الخلف قالت له: "هو أنا راح أهرب براحة على أنا ولية جدعة وهاتشنق مكان الجدعان"، ثم توجهت للحضور قائلة: "سامحونا يمكن عيبنا فيكم"، ونطقت الشهادة ونفذ الحكم، وظلت كأختها مُعلقة نصف الساعة، فيما استمر النبض بعروقها لمدة 4 دقائق، وذلك حسبما ذكرت تقارير السجن.
نقلا عن موقع فالصوا
https://www.falsoo.com/News/3/5244/تاريخ-فالصو-ريا-وسكينة-هل-كانتا-مناضلتين-أين-الحقيقة
نقلا عن موقع فالصوا
https://www.falsoo.com/News/3/5244/تاريخ-فالصو-ريا-وسكينة-هل-كانتا-مناضلتين-أين-الحقيقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق