الأربعاء، 15 مايو 2019

الإرهاصات الأولى لاستخدام  الإذاعة في ارتكاب الجريمة : 
-------------  
بدأت أول محطة مصرية إذاعية في عام ١٩٢٧ وفتحت باب الاشتراكات والاعلانات التجارية بمقابل مادي لتمويل المحطة وكان قيمة الاشتراك حينئذ نصف ريال " عشرة قروش "  في الشهر ؛ حدث أن زارت سيده المحطة ودفعت مبلغ ٥٠ جنيها دفعة واحدة مقابل أن تذيع المحطة اسطوانتين  " كانت الأغاني وقتها تسجل على اسطوانات   الأولى أغنية 《الجو رايق للمطرب محمد عبدالوهاب》 و الثانية اغنية 《الجو غيم - للمطرب صالح عبدالحي 》علي أن تقوم المحطة بقطع ارسال ما تذيعه وتذيع اسطوانة من الاثنتين تحددها السيده في الوقت الذي تريده بالتليفون واستمر ذلك لفترة إلي ان فوجئت المحطة يوما بالبوليس يحاصرها ويفتش المحطة ويقبض علي رئيس المحطة حبشي جرجس وتستدعي عبدالوهاب وصالح عبد الحي للتحقيق في النيابة ؛ ومع التحقيق اكتشفوا أن هذه السيده تتزعم عصابة لتجارة المخدرات وكانت تراسلهم عن طريق الاذاعة فأغنية الجو رايق لعبد الوهاب تعني أن الوقت مناسب للتهريب واغنية الجو غيم لصالح عبدالحي معناها ان البوليس لهم بالمرصاد.
ترافع عن المطربين ورئيس الاذاعة الاستاذ / إسماعيل وهبي واثبت حسن نيتهم في التعامل مع السيدة  , أحد عضوات عصابة المخدرات .

وكانت تلك الواقعة وغيرها هي من الأسباب التي دفعت المملكة المصرية إلي ألغاء الأذاعات الخاصة وإنشاء الإذاعة الرسمية "  الإذاعة المصرية " سنة  1934 والتي بدأت بصوت أم كلثوم : تعلن عن الأذاعة وتقدم لقراءة القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت , ثم أغنية لمطربة العرب الأولى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق