الجمعة، 29 نوفمبر 2019

لحظة انتصار الصحافة على أقوى سلطة في التاريخ

الصحفيان بوب ودوارد وكارل برلشتاين يتابعان خطاب تنحي الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن الرئاسة بفضل التحقيقات التي قاما بها والتي أثبتت تورطه في فساد وممارسات مشبوهة منها الرشوة ومحاولات تكدير الحملات الإنتخابية للحزب الديموقراطي المناهض له عن طريق التجسس عليهم وجمع معلومات تشوه صورة المرشحين وتشكك في نزاهتهم، الفضيحة التي عُرفت بأسمفضيحة ووتر جيت  نسبة لفندق  ووتر جيت الذي أقيم فيه مؤتمر الحزب الديموقراطي وحاول بعض المتواطئين مع الرئيس الجمهوري إقتحامه لسرقة المعلومات ولكن تم القبض عليهم.
بعد تلك الواقعة، شيئًا فشيء بدأت تخرج للنور البراهين الدامغة على ضلوع الرئيس في المؤامرات على الحملات الإنتخابية لمنافسيه، وكذلك محاولات التستر على فضيحة ووتر جيبت (برغم أنه حتى الآن غير واضح أو مؤكد أنه أمر مباشرة بالإقتحام) ولعبت تحقيقات وتقارير ودوارد وبرلشتاين الدور الأهم في الحصول على الأدلة وجلبها لإنتباه الرأي العام وإدانة الرئيس بعد عام كامل من إتهام السياسيون المواليون لنيكسون للصحفيين بإختلاق القصص وتزوير المصادر. غير أن الرئيس في محاولاته لنجدة نفسه، أرتكب عدة أخطاء فادحة ساهمت بشدة في تثبيت الشبهات عليه.
وبرغم بذل نيسكون قصارى جهده وكل ما في وسعه لعرقله التحريات والمراوغة في الإمتثال لأوامر المحكمة وتقديم الشواهد المطلوبة منه إلا أن محاولاته المتخبطة اليائسة في النهاية باءت بالفشل كما كان محتومًا لأن ضغط المحكمة الدستورية العليا والمدعي (المحقق) الخاص المكلف بالنظر المسألة أقوى منه، وقرر الإستقالة وتولى من بعده نائبه چيرالد فورد.
الفضيحة هي موضوع فيلم All the President's Men المبني على كتاب بنفس الأسم للصحفيين.
هل تظن أن من الممكن أن نرى أي شيء شبه خلال المليون سنة القادمة في دولة من دولنا؟ إستقصاء وتقارير صحفية تنتهي بعزل رئيس؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق