الاثنين، 10 يونيو 2019

نظريات أصل نشأة الدولة :

  نظريات أصل نشأة الدولة : 


     الموضوع الأول :  النظريات الثيوقراطية في  أصل نشأة الدولة :
لقد  كانت القاعدة الأساسية  في النظم القديمة هي سيادة الحكم الفردي المطلق ,  وينظر للسلطة على أنها امتياز  خاص بالحاكم   يمارسه بدون قيود  أو  حدود  ,  وقيل في تبرير السلطة المطلقة عدة نظريات  أو  مراحل .
  المرحلة  الأولى : مرحلة الطبيعة الإلهية للحكام :
 تقوم الفكرة في هذه المرحلة على أن الحاكم من طبيعة إلهية   أي  يحكم باعتباره إله فوق البشر  يعبد وتقدم له القرابين , وعلى أساس هذه الفكرة قام الحكم في مصر القديمة .
    المرحلة الثانية : مرحلة الحق الإلهي المباشر :
 هنا لم يعد الحاكم من طبيعة إلهية أنما  إنسان تصطفيه  وتختاره الآلهة  , وقد تمسك ملوك أوربا في العصور الوسطى بهذه الفكرة لتبرير سلطانهم  المطلق , فهو يستمده من الآله  .  وليس مسئولا إلا أمام الله  ولا يجوز محاسبته أو لومه لأنه يستمد سلطته من الله , وليس للأفراد دور أو سلطة  في اختياره .
  المرحلة الثالثة : مرحلة الحق الإلهي  غير المباشر :
 وفي تطور أخر ظهرت فكرة تقوم على أساس أن السلطة  تنبع من مصدر  إلهي , ولكن الله لا يختار الحاكم مباشرة أنما يختاره بواسطة الشعب ,  الذي يعين الحكام بتوجيه من الإرادة الإلهية .
وإن كانت الأخيرة  لا تتعارض مع الديموقراطية  ولكنها تسمح بالسلطان المطلق  لأن الحاكم   تم اختياره وفق المشيئة الإلهية .
 الموضوع الثاني :  النظريات   العقدية  في تبرير نشأة الدولة ؟ 
ظهرت فكرة العقد الاجتماعي كأسس  لنشأة الدولة منذ قورن عديدة  ,  وهي تحتل مكان بارزا في الفكر الأوربي وقال بها ثلاثة  هم هوبز ولوك وروسو  .
  وقد أتفق هؤلاء على  أن العقد الاجتماعي هو أساس نشأة الدولة    وأن  انتقال الأفراد من حياة الفطرة إلي حياة الجماعة المنظمة قد تم بناء عليه   ثم اختلفوا بعد ذلك  : في شروط العقد وحالة الفترة وأطراف العقد  ونتائجه :
  الفرع الأول : توماس هوبز  : 
 وهو فيلسوف انجليز  ظهر في فترة  اضطراب سياسي وكان  صديقا لأسره  آل ستيوارت .
وقد انطلق من فكرة أن  الحياة الفطرية  كانت تتمثل في أنانية الإنسان  وأن شهواته وأطماعه هي التي تحركه  . وكانت  صراعات وحروب والغلبة فيها للقوى .
 ومن أجل الخروج من حالة الفطرة فقد أختار الحاكم  , الذي لم يكن طرفا في العقد  .  وتنازلوا له عن كافة الحقوق والحريات  , وهو لا يلتزم بشيء لأنه ليس طرفا في العقد .
 وليس لهم أن يعزلوه . إلا إذا فقد السيطرة على السلطة .
ولهذا فإن سلطة الحاكم مطلقة .
الفرع الثاني : جان جاك روسو  :

أما جان جاك روسو  فقد وضع نظرية   متكاملة 
ويرى أن حياة الفطرية كانت جيدة في البداية لأن  الإنسان خير بطبعه  وتسودها  فكرة الحرية  والمساواة الطبيعية . ولكن بعد ظهور الملكية الخاصة والتفاوت في الثروات واختراع الإلات  تحولت حياة الناس إلي شقاء  لعدم وجود مساواة طبيعية .
 ومن هنا وجد  الأفراد ألا سبيل أمامهم إلا إقامة الجماعة المنظمة من أجل انهاء الخلافات فيما بينهم ومنع الاضطرات في علاقاتهم  والانتقال لحياة أفضل . 
 ولذلك ابرموا عقد   لم يكن الحاكم طرفا فيه  ,   تنازلوا للحاكم عن  كل الحقوق والحريات الطبيعية  مقالبل التمتع بحقوق وحريات مدنية .
فأطراف العقد عند روسو  هم الأفراد على أساس أن لهم صفتين كأفراد طبيعين مستقلين ومنعزلين كل منهم عن الأخر ,وصفتهم كأعضاء متحدين في الجماعة السياسية .
الموضوع الثالث : النظرية العلمية  لتبرير  سلطة الدولة ؟

  توصف نظرية القوة ونظرية التطور العائلي ونظرية التطور التاريخي  بالصفة العلمية لأنها تخضع للتحقيق العلمي بصرف النظر عن صحتها .
 الفرع الأول : نظرية القوة :
تقوم هذه النظرية على أساس أن الدولة تنظيم فرضته جماعة قوية على غيرها من الجماعات نتيجة للصراعات وانتصار أحداها على  الباقي  فخضعوا لها  . 
 والواقع  أن التاريخ  " القديم "  يمدنا بأمثلة كثيرة على انتصار القوة  فيما يتعلق بإنشاء الدول 
ومع ذلك  لا تصلح النظرية  لتفسير  نشأة الدولة في جميع الأحوال لأن هناك عوامل أخرى  تجمعت مع القوة لتكوين الدولة  .  والسلطة التي تعتمد على القوة تنهار عندما تضعف  .
وقال الفقه الحديث أن القوة  ليس مقصود بها القوة المادية فقط , بل تشمل قوة النفوذ الأدبي والاقتصادي والحنكة السياسية .

 الفرع الثاني : نظرية التطور العائلي :
تنظر هذه النظرية للأسرة على أنها الخلية الأولى في الدولة يستمد الحاكم فيها سلطته من سلطة الأب باعتباره رب الأسرة  .  فالدولة كانت في الأصل أسرة تطورت إلي عشيرة ثم إلي قبيلة .
 وما سلطات الدولة إلا  امتداد لسلطة رب الأسرة .
 فهناك تشابه ما بين الجماعة السياسية والأسرة  , حيث يمكن تشبيه الروح العائلية التي تربط أفراد الأسرة الواحدة بالروح القومية .
  وقد انتقدت النظرية على أساس أن الأسرة لم تكن الخلية الأولى وأنما مرت  البشرية  بعصور من الحياة الهمجية . وكانت المرأة مشاعا ولا ينسب الولد إلا إلي  أمه .
ولكن هذا الاعتراض  لا يهدم النظرية لأنها لا تهتم بالتطورات التاريخية السابقة على ظهور الأسرة .  , إنما نشأت الدولة بعد تطور الأسرة .
 كما  انتقدت النظرية على أساس أن التاريخ لا يؤيدها  مطلقا لأن دول الشرق القديم لم تمر بنظام المدينة  السيساسية التي عرفتها أثينا .
كما أخذ على النظرية اختلاف أهداف الدولة عن أهداف الأسرة حيث  تتفكك الأسرة بعد بلوغ الأطفال في حين تبقى الدولة .
ثم قيل أن السلطة في الدولة سلطة مجردة  ودائمة ومن الخطأ تشبيهها بسلطة رب الأسرة .
   الفرع الثالث : نظرية التطور التاريخي أو الطبيعي  :
يرى غالبية الفقهاء المعاصرين أن الدولة ظاهرة طبيعية وتطورات طويلة دون أمكانية تحديد تاريخ معين  لمولدها أو عامل  معين لنشأتها .
 أي النظرية  تقول أن  نشأة الدولة ترجع لتطورات اجتماعية طويلة وعوامل متعددة  تختلف أهميتها من دولة لأخرى  حسب اختلاف ظروف الدول التاريخية و الاجتماعية والاقتصادية  .
 وقد أتخذ أنصار النظرية من الأٍسرة نقطة البداية  , ولكن تدخلت عوامل أخرى منها القوة المادية والجوانب الاقتصادية .  فنشأت الرغبة في العيش المشترك والسلطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق