الحكم الفردي
وحكم الأقلية
تنقسم الحكومات إلي ثلاثة أنواع
, فردية واستقراطية وديموقراطية .
المبحث الأول :
الحكم الفردي : المونوقراطية :
يقوم الحكم الفردي على قاعدة أساسية هي
انفراد شخص واحد بممارسة السلطة بوصفها حق
شخصيا له , فيعمد إلي حصر جميع السلطات
بين يديه ويباشرها بنفسه " حتى وأن كان محاطا بمساعدين ومستشارين .
سلطة الدولة
هنا تتحدد بمميزات ذاتية يتمتع بها الحاكم الفرد سواء كان عن طريق الوراثة " ملك " أو عن طريق القوة
والمقدرة الذاتية والكفاية
الشخصية وهنا يسمى ديكتاتور .
وفي ظل هذا النوع من الأنظمة تتركز جميع السلطات
بيد الحاكم الفرد , ومنه تنبع الأفكار في
ممارسة السلطة , ومن ثم فلا قيمة لرأي الشعب
ما دام الحاكم متمسكا بالسلطة .
وتأخذ المونوقراطيات التقليدية
واحدة من صورتين :
الملكية المطلقة أو الديكتاتورية .
الصورة الأولى : الملكية المطلقة :
تستند الملكية المطلقة على الوراثة أي انتقال السلطة من السلف إلي الخلف , ورئيس الدولة في هذا النظام يسمى أمير أو
سلطان أو ملك أو امبراطور : هو مصدر السلطات وصاحب الإرادة غير المحدودة , ويعمل بلا معقب أو رقيب لأن السلطة لا تصدر عن الشعب , بل
يستمدها الملك من الله أو من اسلافه بموجب قواعد الوراثة , وهو
يزعم أنه معصوم من الخطأ ولا يسأل
أمام أحد وعلى الجميع طاعته .
وقد سادت الملكية المطلقة في جميع
أنظمة الحكم في العصور القديمة أو الوسطى إلا أنها اختفت أو تحولت إلي ملكية
دستورية .
الصورة الثانية : الديكتاتورية :
وهي تقوم على أساس انفراد شخص بالسلطة ولكنها
تفترق عن الملكية المطلقة في أن الديكتاتور لا يتولى الحكم بالوراثة مثل الملك بل
ينتزعه عنوة , بفضل قوته وكفايته وجهوده .
فالقوة والعنف هي أساس السلطة في الديكتاتورية .
والسلطة تتركز في يد فرد واحد هو
الديكتاتور إذ ذ يحصر جميع وظائف
الدولة في شخصه , ويكون
هو صاحب الأمر دون مراجعة أو مساءلة ويجب على الجميع طاعته
ولا يقبل مناقشة أرائه أو معارضة توجيهاته .
إن الديكتاتورية نظام شخصي لا يرتكز على الشعب
ولا يعترف بالإرادة العامة وأن كان يميل
إلي إضفاء الطابع الشخصي على تكوينه وعلى أعماله . إذ يشكل برلمان صوري ناتج عن استفتاءات " مفبركة ومظهرية ,
وقد عرفت البشرية قديما وحديثا النظام
الديكتاتوري فقد عرفته بعض المدن اليونانية ,
وعرفته روما قبل الميلاد وأيضا بعد
انتهاء العصر الجمهوري .
ومع بداية عصر النهضة ودخول النظام الاقاطاعي في عصر الانحلال ظهرت
الديكتاتورية في أوربا . ويعتبر كرومويل
أول ديكتاتور في انجلترا .
ثم ظهرت الديكتااتورية في القرن العشرين على يد
الفاشية والنازية ونظام فرانكوفي أسبانيا . وفي
أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية .
وقد حاول بعض الفقهاء تقسيم الديكتاتورية
إلي نوعين :
النوع الأول : الديكتاتوريات
المذهبية وهي التي تستند إلي ايديولوجية شمولية
تلف المجتمع وتتدخل في تفكير
الأفراد والجماعات ونشاطهم
واتجاهاتهم مثل النازية والفاشية .
النوع الثاني : الديكتاتورية
التجريبية : وهي التي لا تستند إلي منهج
علمي أو عقيدة معينة أنما تحكم بالتجربة والخبرة الشخصية , وهي التي تقوم بعد
الانقلابات العسكرية .
وما تزال الديكتاتورية موجودة
بصورة أو بأخرى حيث يغيب البرلمان الحقيقي
ويسود عدم استقلال القضاء . ومبدأ عدم المسئولية عن التصرفات العامة .
ولا يعرف
هذا النوع من الأنظمة الاختلافات بالآراء السياسية حيث لا رأي إلا رأي الديكتاتور ولا فكر إلا فكره ولا اجتهاد إلا
اجتهاده .
وتصادر الحقوق وتخنق الحريات
ويعيش الشعب في ظلام حالك من الاستبداد والطغيان .
وهي تحقق نتائج
أسرع لأنه يجمع في يد السلطات دون رقابة , ولكن تزداد الانحرافات مما يعجل بسقوط النظام
الديكتاتوري .
المبحث الثاني :
حكم الأقلية :
في حكم الأقلية يتولى السلطة عدد محدود من
الأفراد بحيث لا ينفرد بها حاكم واحد ,
ولا تكون بين أيدى الشعب كما هو الحال في النظام الديمقراطي .
وحكومة الأقلية
: تعني أن زمام السلطة في أيدى فئة قليلة سواء تمثلت في طبقة متميزة أو على أساس نبل الأصل أو
العلم أو الفروسية أو الثروة الكبيرة .
فإذا كانت السلطة محصورة في طبقة من المتميزين
من حيث الأصول أو العلم أو الفروسية سميت بالحكومة الارستقراطية .
أما إذا
كان زمام السلطة بيد الأغنياء أصحاب الثورات سميت
بالحكومة الاولجارشية .
وحكم الأقلية يعد حلقة وسطى تمهد للانتقال من الحكم الفردي
إلي الحكم الديموقراطي مرت بها معظم الدول الغربية , فانجلترا مثلا تحولت السلطة فيها من الملكية
المطلقة . إلي حكم الأقلية
والتي تمثلت في مجلس اللوردات , ثم ظهر الاقتراع العام وأصبح مجلس العموم هو البرلمان الاهم .
والتي تمثلت في مجلس اللوردات , ثم ظهر الاقتراع العام وأصبح مجلس العموم هو البرلمان الاهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق