لمن تكون السيادة في الدولة :
اذا كان
الثابت أن الدولة هي التي تملك السيادة غير أن الدولة شخص معنوي مجرد , ولابد
للسلطة من صاحب محدد يمارسها بصورة فعلية
أي أشخاص طبيعيين يمارسونها في
الواقع .
ولتحديد هؤلاء الممارسين أختلاف
الرأي حول نظريتين :
النظرية الأولى / نظرية سيادة
الأمة :
مضمون النظرية أن السيادة عبارة عن ممارسة
الإرادة العامة وأنها ملك للأمة جمعاء باعتبارها وحدة مجردة مستقلة عن
سائر الأفراد المكونين لها , أي أن السيادة ليست لأفراد مستقلين ,
ولهذا فإن سيادة الأمة وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة تعود ملكيتها إلي الأمة ولا تقبل التصرف فيها
أو التنازل عنها .
النتائج
المترتبة على نظرية سيادة الأمة :
يترتب على النظرية عدة نتائج هي : -
1-
لأن السيادة وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة بين أفراد الأمة , فإنه
ليس لهؤلاء ممارسة شئون السلطة ودورهم
ينحصر في أختيار ممثلين عنهم " لذلك
تأخذ هذه النظرية بنظام الديموقراطية غير المباشرة " النيابية . ولا تأخذ بالديموقراطية المباشرة .
2-
بما أن الأفراد لا يملكون جزء من السيادة لهم
, فإن الأفراد عندما يتولون انتخاب
الحكام فأنها لا يستعملون حقا خالصا لهم ,
أنما يؤدون وظيفة وللدولة أن تضع شروط ممارسة الوظيفة وتشترط نصاب مالي أو
كفاءة عملية أو جنس معين أو أصل معين .
3-
لا
يستطيع الفرد أن يوكل غيره في ممارسة
السلطة .ولذلك النائب في البرلمان يمثل
الأمة كلها لا دائرته الانتخابية أو حزبه السياسي
.
4-
ولأن الأمة لا تمثل جيلا بذاته
أنما جميع الأجيال , فان القانون يعتبر
تعبيرا عن الإرادة العامة
للأمة
عيوب نظرية
سيادة الأمة :
1-
= النظرية قامت في الأصل لهدم استبداد النظم المطلقة , والآن تم القضاء على السلطان المطلق للملوك , ومن ثم
أصبحت الأمة " الشعوب " لها السلطة , فلم يعد للنظرية دور .
2-
أن اعتبار الأمة وحدة مستقلة عن الأفراد والدولة كذلك فهذا يؤدي
لازدواج الشخصية المعنوية وهذا لا
يصح .
3-
كما
أن النظرية أشد خطورة على حريات وحقوق
الأفراد , فممثلي الأمة " النواب
" قد يستبدون بالسلطة .
النظرية الثانية : نظرية سيادة الشعب :
هذه النظرية ترى أن السيادة ملك للشعب , وتكون حاصل جمع كل أفراد الشعب , أي السيادة
لكل فرد في الشعب ,
ولا يتم النظر إلي الشعب
باعتباره حقيقة اجتماعية , أنما باعتباره حقيقة سياسية أي
الشعب الذي يتمتع بالحقوق السياسية
" جمهور الناخبين فقط .
النتائج
المترتبة على نظرية سيادة الشعب .
يترتب على نظرية سيادة الشعب
عدة نتائج نجملها في :
1-
لما كان لكل واحد نصيب من
السلطة , إنه يكون له حق ذاتي " ويباشر السلطة بنفسه ولهذا
تتماشي النظرية مع نظام الديموقراطية المباشرة .
2-
كما أن الانتخاب يعتبر حق لكل شخص " ومن ثم لا يحق للدولة وضع شروط تتعلق بالكفاءة المالية أو
العلمية .
3-
يجوز للشخص أن يوكل غيره , ولذلك
يعتبر النائب وكيلا لدائرته الانتخابية .
4-
القانون يعتبر
تعبيرا عن إرادة الشعب " أرادة الأغلبية "
عيوب نظرية سيادة الشعب :
يترتب على الأخذ بنظرية سيادة الشعب تبعية
النواب لناخبيهم مما يعني العودة
لفكرة الوكالة الالزامية التي لا تحقق مصلحة الشعب .
- أعتبار
السيادة مقسمة بين أفراد الشعب يعني
وجود تنازع وازدواجية في السيادة بين
الشعب وبين الدولة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق