الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

التعاطف مع الجاني

 من خلال الأحداث اللى بتحصل اليومين دول شوفنا ناس بتتعاطف مع قاتل وناس بتهاجم بدون ما حد يعرف اى تفاصيل عن اى حاجه وبالمناسبة دى شوفت فيلم أمريكى من الأفلام التى يقال عنها فعلا الفن الذى يؤدى رساله الفيلم اسمه( إثنى عشر رجل غاضبا Angry Men12 )الفيلم قديم انتاج أوائل الخمسينات مش هاتكلم عن أن الفيلم مفيهوش خمر ولا حشيش ولا سرسجيه ولا حتى فيه ستات تخيل الفيلم بالكامل مفيهوش ولا ست لان الفيلم اتصور بالكامل ف غرفه واحده ماعدا اول مشهد للمحكمه أثناء انعقاد الجلسه داخل القاعه

المهم أن الفيلم ده بيتكلم عن نظام التقاضى الأمريكى وهيئه المحلفين (بتدور احداث الفيلم أن فيه شاب اتهم بقتل والده وكل الادله بتؤكد أن الشاب ده قاتل والده بعد حدوث مشاده كلاميه بينهما قام على إثرها الشاب بشراء سكينا معتزما قتل والده مش بس كده ده فيه كمان شهود سمعو و شاهدو واقعه قتل الاب وادلو بشهادتهم يعنى الولد لابس لابس ولكن طبقا للقانون الامريكى على المحكمه أن تحيل الأمر إلى هيئه المحلفين لإبداء رأيها بصدد ادانه المتهم أو برائته و يجب أن يكون رأيهم بالإجماع دون مخالف واحد هنا تبدأ روعه القصه حينما يبدأون فى التصويت هتلاقى أن فيه احد عشر عضوا يرى أن الشاب مذنب بالفعل وكل الادله ضده وعضو واحد بس شايف أن الشاب برئ وهنا بدأ الأمر ف التعقيد لازم الإجماع إما الاحد عشر عضو يقنعو العضو الواحد بالادانه وده الاسهل أو العضو ده يقنع الاحد عشر بالبراءه وده المستحيل لان كل واحد مقتنع برأيه وبدون الدخول ف التفاصيل هنلاقى أن ع اخر الفيلم بعد سجالات طويله ومناقشات وتفنيد الادله بدأوا يقتنعو واحد تلو الآخر ببراءه الشاب من دم أبيه
الشاهد من هذا السرد
١-أن مش دايما كل ظاهر حقيقى احيانا فيه بواطن أمور لا يعلمها سوى اشخاص الواقعه نفسها
٢_الخطأ فى العفو خيرا من الخطأ فى العقوبه
٣_ تفكير عده اشخاص افضل من تفكير شخص واحد مهما بلغ من حضور الذهن والفطنه
٤_ الفن ممكن فعلا يوصل رساله لو فيه اراده لذلك وبأقل تكاليف لان ذى ما قولت الفيلم كلو اتصور ف غرفه
٥_مش لازم واحنا بنعمل فن هادف نرتكب معاصى وموبقات
(رمضان احمد الخشت المحامى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق